أخبار الآن | حماة – سوريا – (خليل يونس)
اللطامنة تباد! ربما هي صرخة ينبغي أن يعلو وقعها الآن، لأن البلدة تباد فعلاً. عملية إبادتها فعل مستمر منذ سنوات، منذ أن خرجت عن سيطرة النظام على أقل تقدير، إذ قبل ذلك، كانت تباشير الإبادة قد بدأت بالفعل عبر عمليات القمع والاعتقال التي واجه فيها النظام خيار أهل اللطامنة بالانضمام إلى الثورة
لماذا اللطامنة
قد يبدو هذا السؤال غريبا للوهلة الأولى، فأين هو المكان في سورية الذي صرخ أهله طلباً للحرية ولم ينل نصيبه من الإبادة من قبل النظام؟ الجواب سيكون، وبكل ثقة، أن مثل هذا المكان غير موجود.
ومع ذلك يبدو أن للنظام أسبابه العملية المباشرة للتركيز على بلدة اللطامنة. إذ بعد خسائره في محافظة إدلب، التي خرجت بمجملها عن سيطرته، كانت الوجهة الثانية لجيش الفتح هو سهل الغاب في ريف مدينة حماه الغربي.
تقع اللطامنة في ريف حماه الشمالي، الذي شكل سابقاً مدخلاً لتهديد النظام في حماة حين وصلت كتائب جبهة النصرة والجيش الحر إلى مشارف مطار حماة أهم معاقل النظام في تلك المنطقة. سيستطيع النظام بعد ذلك استيعاب هذا الهجوم والقيام بهجوم معاكس واستطاع أن يرد هذه الكتائب وأن يسيطر على بلدة مورك.
لكن بقيت اللطامنة ومعها بعض البلدات والقرى الأخرى، مثل كفر زيتا والزكاة، عصية على قواته. يعلق شاب من اللطامنة على هذا لأخبار الآن: "تقع اللطامنة شمال حلفايا ومحردة، أكبر وأهم حصون النظام في ريف حماه الشمالي وعلى بعد 35 كم تقريبا من مدينة حماه. عملياً، لم يبق أمام النظام سوى اللطامنة وكفر زيتا وبعض القرى الصغيرة، لكي يكمل سيطرته على تلك الريف الشمالي. تشكل اللطامنة سداً أمام تحقيق ذلك، ولذلك فهو يسعى إلى الاستيلاء عليها لينطلق بعد ذلك نحو كفر زيتا".
وبذلك يضمن أن ريف حماه الشمالي تحت سيطرته، ويتفرغ لمعركته في ريفها الغربي حيث مُني بخسائر وهزائم كبيرة. النظام في رعب أن تنفتح عليه جبهة أخرى لا طاقة له على تحملها عبر محور اللطامنة- كفر زيتا".
قصف عنيف متواصل.. وطائرات روسية
لم يتوقف القصف على اللطامنة بمختلف الأسلحة من قبل قوات النظام، طوال فترة خروجها عن سلطته، لكن من الواضح أن هناك تركيزاً نارياً مستمراً وعنيفاً عليها في هذه الأيام. يخبرنا ناشط إعلامي من البلدة: "القصف لا يهدأ تقريباً. الطيران المروحي يرمي علينا البراميل والألغام البحرية، والطيران الحربي لا تتوقف غاراته وصواريخه الفراغية على البلدة. يضاف إلى هذا القصف المتواصل بالأسلحة الثقيلة، الراجمات لا تتوقف عن رشق صواريخها، البارحة فقط ربما سقط على اللطامنة أكثر من 100 صاروخ. وفوق ذلك القصف بالمدفعية عيار 57 وقذائف الهاون والرشاشات الثقيلة. هذا القصف بالأسلحة الثقيلة ينطلق من حواجز النظام في المنطقة كالزلاقيات وزلين وجبل زين العابدين، وأيضاً من دير محردة".
ولكن ماذا عن الأخبار التي أخذت تنتشر حول مشاركة الطيران الروسي في قصف اللطامنة؟ في الفترة الأخيرة تدور الكثير من الروايات حول الروس وتواجدهم في حماه، بل ومشاركتهم في القصف. يعلق شاب من اللطامنة: "هناك من يقول أنه التقط محادثات بالروسي بين طيارين روس والأبراج، أنا لا أستطيع أن أؤكد تماماً أن الطيارين الروس هم من يقوم بالقصف ولكن لا أستبعد ذلك بالطبع. ما أصبح مؤكداً أن الروس أرسلوا طائرات مقاتلة حديثة للنظام، ربما دربوا عليها طياري النظام وهؤلاء من يقصفنا بها. والمؤكد أيضاً أننا تعرضنا اليوم لقصف بطائرات نلحظها للمرة الأولى، أطلقت علينا منها صواريخ لم يسبق أن قصفنا بمثلها، ومؤخراً رصدنا أسراباً لطائرات لم نراها سابقاً. بعد هذه السنين أصبح لدينا بعض الخبرة ونستطيع التمييز إلى حد لا بأس به. وعلى العموم الروس لا يخفون أنهم يدعمون الأسد عسكرياً".