أخبار الآن | نيويورك – الولايات المتحدة الأمريكية – (وام)
أكد وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان إدراك دولة الإمارات حجم التهديد الخطير الذي يشكله التطرف على المنطقة والعالم، مشيرا إلى أن الأيديولوجيات المتطرفة عادة ما تسعى إلى تسميم أفكار الشباب وتقسيم المجتمعات وتحريف الدين الإسلامي بما يخدم أجنداتها.
وتعهد في كلمة ألقاها خلال أعمال قمة نيويورك حول التصدي للتطرف العنيف، تعهد التزام الإمارات بدورها في التصدي لخطاب التطرف سواء عبر الوسائل الإلكترونية أو غيرِّها من الوسائل.
ونوه بأن هذه الأيديولوجية المتطرفة عادة ما تؤسس الدعائم للإرهاب، داعيا إلى ضرورة التصدي لهاتين الظاهرتين عبر استراتيجية دولية شاملة تستهدف الأسباب الجذرية للأيديولوجية للافكار المتطرفة.
وقال عبدالله بن زايد «إن عمليات القتل المنهجي التي ينفذها داعش ضد المدنيين الأبرياء وإبادة الأقليات الدينية والسبي والاغتصاب الجماعي للنساء والتدمير المتعمد للتراث التاريخي تشكل صدمة لم يسبق لها مثيل في عالمنا المعاصر لضمير إنسانيتنا المشتركة».
وأضاف «الحرب على الإرهاب والتطرف هي حربنا جميعا نخوضها دفاعا عن قيمنا الإنسانية ضد الجماعات الإرهابية التي تستهدف أمن شعوبنا ومستقبل أبنائنا».
ونوه بأن الإمارات تلحظ المؤشرات الإيجابية والتقدم الذي يحققه التحالف الدولي في عملياته ضد «داعش». مؤكدا أن دحر هذا التيار المتطرف يتطلب جهودا دولية مكثفة للقضاء عليه وعلى بؤر الإرهاب والضلال التي تستخدمها الجماعات التكفيرية كملاذ آمن بما في ذلك معسكرات التدريب خاصة في العراق وسوريا.
وشدد وزير الخارجية الإماراتي على أن حل الأزمة في سوريا لا يكمن في أي تواصل مع المسؤولين عن الفوضى والدمار وإنما في تكثيف الحملات ضد داعش وأيضا في مواصلة الضغط والعمل من أجل التوصل إلى حل سياسي عاجل يتماشى مع مبادئ جنيف 1.
كما جدد دعم الإمارات للجهود التي يبذلها رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي لتحقيق المصالحة الوطنية بين المكونات المختلفة للشعب العراقي وإصلاح مؤسساته.
وقال الوزير إنه يتعين اتخاذ مزيد من التدابير الجريئة بهدف استعادة ثقة المكون السني في النظام السياسي والبناء على ذلك من خلال إنشاء جبهة وطنية موحدة ضد داعش، مبديا في هذا الصدد استعداد الإمارات لتقديم الدعم في الجهود التي تصب في هذا الاتجاه. وأضاف أنه لا يخفى أن الفشل في إحراز تقدم في العراق وسوريا سيتسبب في استمرار نيران الصراع فيهما وامتداد خطرها إلى المنطقة الأمر الذي سيؤدي إلى تفاقم أزمة اللاجئين وانعكاساتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تطال مختلف دول العالم.
ونوه الوزير بالدعم الذي تقدمه دولة الإمارات لعمليات التحالف الدولي عسكريا وعبر مكافحة قنوات تمويل داعش والجماعات الإرهابية، موضحاً أن الإمارات تشارك مجموعة العمل المعنية بتحقيق الاستقرار ومجموعة العمل المعنية بالتواصل الاستراتيجي.
وقال «اسمحوا لي هنا أن أركز على مساهماتنا في التصدي لخطاب داعش الإرهابي وأن أضيف على ما ذكره رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون..لقد شهدنا استغلال داعش لوسائل التواصل الاجتماعي لنشر الفكر المتطرف والتجنيد مما مكن التنظيم من الانتشار والنمو المتسارع".