أخبار الآن | تركيا – اسطنبول ( إيهاب بريمو)

في مشهد حاضر بقوة من مشاهد الثورة السورية، كانت جموع المتظاهرين والناشطين السوريين تطلق الأغاني الداعمة لها لتمرير رغبتهم في مساحة من الحرية يتحررون بها من جميع القيود السياسية لحكم نظام الأسد القمعي الذي كبّل السورين على مدى أبعين عاما بالحديد والنار، قبل أن تذهب مصائرهم بين القتل والاعتقال.

في شوارع اسطنبول مدينة الفن والجمال وتحديدا في "شارع الاستقلال" بمنطقة "تقسيم" تجتمع ثقافات متنوعة تعكس صورة مجتمعها عبر فرق متعددة من موسيقى وغناء.

تجمعات فنية سورية

مجموعة من الشباب السوريين اتخذوا من هذا الشارع مسرحاً لهم للتعبير عن موهبتهم وشكلوا فرقة للعزف والغناء منذ حوالي السنة وأطلقوا عليها اسم "4 باند" كوسيلة للعيش.

"ملهم تناري" أحد مؤسسي الفرقة، وهو عازف "قانون" من خرجي المعهد العربي للموسيقى بمدينة حلب ومدرس في معهد "فريد الأطرش" في مدينة السويداء, يقول: "تخرجت من كلية التجارة والاقتصاد وحصلت على دبلوم في التأهيل التربوي ولكن حبي للفن دفعني للاستمرار والنجاح في سوريا. كنت أرافق كبار الفنانين والمطربين مثل الفنان الكبير "صباح فخري" و"وديع الصافي" وصبري مدلل ونور مهنا، ولكن مع الظروف الصعبة في سوريا اظطررت للمجيء إلى اسطنبول باعتبارها بلد الفن".

ومع ازدياد موجة الهجرة إلى أوربا وخاصة بين الشباب، خسرت الفرقة بعض الأعضاء فتم اندماج فرقة "غربة" السورية أيضا معهم وهم  يعملون تحت مسمى "4 باند".

أما "محمد جمال شبر" أحد أعضاء الفرقة فيحدثنا عن تجربته مع الفرقة: "أنا عازف إيقاع أعزف على جميع الآلات الإيقاعية، جئت إلى اسطنبول وبعدها تعرفت على شباب الفرقة وعملت معهم".

مشروع فني وطني أم تسوّل

يجتمع المارة أمام الفرقة وهي تعزف الأغاني والموسيقى العربية والسورية، وفي نهاية الأغاني يقدمون لهم النقود، حسب رغبة من استمع إليهم.

هنا توجهنا بالسؤال إلى أحد أعضاء الفرقة "جمال" لنسأله عن الهدف من وراء عملهم، يجيب: "في شارع الاستقلال نحاول أن نقدم الأغاني السورية الشهيرة والقدود الحلبية مع الموسيقى العربية مقابل مبلغ مادي يساعدنا على الحياة الصعبة هنا".

ويضيف: "أريد أن أوجه رسالة إلى كل من يدعي أنه مهتم بالفن والفنانين أن يمد لنا يد العون، نحن فرقة من العازفين والمغنين المحترفين وعملنا مع كبار الفنانين السوريين والعرب".

وينوه أعضاء الفرقة للصعوبات التي تواجههم، ومنها العوامل الجوية لاسيما فصل الشتاء إذ يتوقف عملهم حسب وجود المطر أو الثلج والرياح.

وهناك بعض المصاعب مع "الشرطة" التي تمنعهم أحيانا من الغناء. يقول مؤسس الفرقة:

"أتينا إلى اسطنبول لأنها بلد الفن، لكن قبل يومين تمت مصادرة آلة موسيقية من أحد الشباب من قبل الشرطة".

شباب في أزمة

يبدو من خلال كلام أصحاب الفرقة غياب البعد الثقافي والوطني عن مشروعهم، إن صح تسميته "مشروع"، بل يمكنك النظر إليهم من ضمن فرق وعازفين كثر موجودين لا تستطيع تمييزهم إلا حين يباشرون الغناء باللغة العربية. أما غير ذلك فلا شيء سوى آلات موسيقية وشباب بهيئتهم الخارجية ولباسهم وسلوكهم الذي لا تستطيع تمييز انتمائهم من خلاله، فلا علم لسورية يحملونه مثلا ولا رمز أو أيقونة تدل الآخرين عن هويتهم وأنهم أصحاب قضية عالمية؛ ربما هي الأبرز حاليا.

ليس الفنان مطالبا، بالعموم، بشكل وإيديولوجيا معينة، لكن الفنان السوري في هذه المرحلة بالذات إن لم يكن ضمير قضيته وشعبه ففي أي وقت سيكون كذلك!!.

وفي حين يتميز شارع الاستقلال في اسطنبول بوجود حالة فنية عالمية "رسم ونحت وتماثيل" شكّلت سمة ثقافية لبلدان مختلفة، تغيب الاشارات الواضحة إلى خصوصية فرقة "4 باوند" وعلاقتها بما يحدث في سورية.