أخبار الآن | عمان – الأردن – (إيلاف قداح)
"سوف نزرع الورد ونترك طيب الأثر" هذه العبارة المفعمة بالإنسانية والرغبة بالإنجاز والعمل لم تكن من الأقوال المأثورة لأحد الشخصيات المشهورة عالميا, إنما هي جملة افتتاحية بدأ بها أحد شبان سوريا المبدعين في مجال الفن حديثه مع موقع أخبار الأن.
"مثنى الزعبي" ابن مدينة خربة غزالة التابعة لمحافظة درعا مهد الثورة السورية أجبرته ظروف الحرب التي يشنها نظام الأسد وميلشياته ضد الشعب السوري إلى ترك الوطن واللجوء الى الأردن ليبدأ منها قصة نجاح رغم كل الصعوبات التي واجهته.
يبدأ مثنى 26 عاما سرد تفاصيل قصته قائلا: "تعرضت لحادث في الخامسة من عمري بترت على إثره أطرافي العلوية، وبظروف صعبة دخلت المدرسة مع طلاب أسوياء ومع الممارسة تمكنت من الكتابة بأطرافي السفلية وما بقي من أطرافي العلوية".
مواهب وظروف لجوء قاسية
تعددت هوايات مثنى أثناء الدراسة بين الرسم والموسيقى والنحت ورياضتي التايكواندو والسباحة.
يقول: "بعد نجاحي في الشهادة الثانوية دخلت كلية الآداب في جامعة دمشق وتخصصت بعلم الاجتماع, إلا أن ظروف الحرب أجبرتني على ترك مقاعد الدراسة والهجرة الى الأردن نهاية الشهر الثامن لعام 2012".
عانى مثنى كغيره من اللاجئين الظروف الصعبة في السكن والمعيشة والتأقلم مع الواقع الجديد, الا أنه خلال فترة قصيرة تمكن من نفض غبار اليأس والالتحاق بإحدى الكليات الأردنية والتخصص بقسم التصميم "الغرافيك".
يضيف الزعبي: "كان لي بعض الأنشطة أبزرها الرسم الجداري على جدران الكلية مع مجموعة من زملائي, ولتلبية احتياجات الطلاب تولدت فكرة إنشاء نادي للطلبة السوريين مهامه تأمين منح دراسية وتنمية مهارات الطلاب من خلال الدورات والبرامج التثقيفية".
يمتلك مثنى حسا مرهفا في الرسم وتقنية مفاجئة حيث يستخدم فمه وكل ما فيه من أحاسيس وجوارح ليخرج لوحاته البديعة التي تبعث الأمل في نفوس كل من يتابع ويشاهد تلك اللوحات.
مشاريع مستقبلية وصعوبات
انتسب "مثنى" لاحقا إلى جيل البناء "تنمية" والمنتدى الفكري السوري، وبسبب رغبته الخوض بتجربة مع الأطفال تطوّع مع الهيئة الطبية الدولية ليدرب الأطفال على الرسم, كما تطوع بمركز سوريات عبر الحدود القائم على شؤون الطلاب بمعهد التقوية في مدينة إربد.
أما عن مشاريعه الحالية والمستقبلية التي يعمل على تحقيقها أجاب مثنى: "الآن أعمل على مشروع للأطفال المتسربين من المدارس لصالح جمعية البريق وأمارس عمل التنسيق الطبي كوني عضو في فريق Voulnteers for Syria, ولدي الكثير من المشاريع الأخرى أتمنى أن ترى الضوء قريبا".
وبالعودة الى مجال الفن فلم يستطع الزعبي إنجاز العدد الذي يريده من اللوحات لعدم توافر الامكانيات المادية, مشيرا في الوقت ذاته إلى أن اللوحات التي يرسمها تعبر بالمطلق عن هواجسه وأحلامه.
ويسعى ابن مدينة خربة غزالة لتأسيس أكاديمية تحمل اسم "صرخة" وتضم أقسام للرسم والرياضة وتنمية المواهب والفنون التطبيقية والتصميم.
ولفت "الزعبي" في نهاية اللقاء أنه تلقى الكثير من العروض للرسم الجداري ولكن الصعوبات المالية وعدم امتلاك فريق متكامل من الرسامين حالت دون.
يشار الى أن العوامل المادية وعدم توافر الدعم وصعوبة الحصول على تراخيص للعمل داخل الأردن تعيق الكثير من الشبان السوريين المبدعين من تحقيق ما يصبون إليه من انجازات وابتكارات.