أخبار الآن | اللاذقية – سوريا ( جمال الدين العبد الله)
يحتفل العالم الإسلامي اليوم بأول أيام عيد الأضحى المبارك، عدا سورية التي مضى على بداية ثورتها ضد نظام الأسد ما يقارب الخمسة أعوام.
ويبدو ريف اللاذقية كحال معظم المناطق المحررة في سورية يفتقد إلى مظاهر العيد كما كانت في سابق عهدها قبل أن تطالها براميل الموت الأسدية التي لا تميز بين كبير ولا صغير. فلا أسواق ولا حلويات العيد والألعاب التي خُصصت لفرحة الأطفال، فاستعاضوا عنها بأراجيح بسيطة من أغضان الأشجار، أو زيارة ما تبقى لهم من الأقارب.
تخوف من صلاة العيد
كانت العادة أن يجتمع الأهل والأقارب في المساجد القريبة لتبادل المباركات بحلول هذه المناسبة الدينية، ولكن وفي الوقت الحالي أُغلقت معظم المساجد في أوجه المنتظرين لصلاة العيد.
أخبار الآن التقت "أبو محمد" إمام أحد مساجد ريف اللاذقية، يقول:
"هنالك خطر كبير على الوافدين لصلاة العيد، حيث أن مروحيات ومقاتلات النظام الحربية تستهدف عدداً من المساجد بشكل دوري كل صلاة عيد كي يقلبه مأتماً، وقررنا هنا في القرية التجمع كل عدة أشخاص في أحد المنازل وأداء صلاة العيد بشكل متفرق بعيداً عن المساجد المعرَّضة بأي لحظة للخطر".
ارتفاع أسعار الأضاحي
ارتفعت أسعار الأضاحي بشكل كبير خلال الفترة الماضية وخصوصاً قبيل عيد الأضحى حيث يرتفع الطلب على المواشي. يقول "خليل" أحد القصابين المتواجدين في ريف اللاذقية: "تفاجئنا بارتفاع أسعار المواشي بين 40 إلى 70 ألفاً وهذا مبلغ لا يُستهان به لذوي الدخل المحدود، فمن كان سابقاً يُضحي بعشرة رؤوس من الخراف، لم يجهز هذا العيد سوى اثنين، وسبب ارتفاع الأسعار هو تهريب معظم الماشية إلى دول الجوار بأسعار كبيرة مما أدى إلى غلائها في المنطقة، ومن ناحية أُخرى ارتفاع أسعار الأعلاف والغذاء بسبب قلة الزراعة وارتفاع المحروقات، والذي انعكس سلباً على المستفيدين من الأضاحي من الطبقة الفقيرة والنازحين الجدد من مناطق الإشتباكات".
ألعاب غائبة وحلويات قليلة
سابقاً قُبيل يوم العيد تنشغل ساحات قرى ريف اللاذقية بنصب الأراجيح وبسطات الحلويات والألعاب، أما اليوم فتقتصر ألعاب الأطفال على فوارغ الطلقات التي يجمعونها من على قارعة الطريق.
يقول الطفل "جميل" ذو العشرة أعوام: "هربت مع عائلتي من مدينتي اللاذقية إلى ريفها منذ ثلاثة أعوام تاركين وراءنا معظم أصدقائي وألعابي التي افتقدت لها، لم يعد هنالك شيء اسمه العيد ولولا التكبيرات التي يطلقها المسجد لما تذكرنا، أغلب أهلي في المدينة لا أستطيع أن أراهم، ولم أشتر أية ملابس جديدة للعيد، لأنه لا مكان لنذهب إليه ولا عيديات من الأقارب كما اعتدت سابقا، أقوم وأخي بجمع فوارغ الطلقات على قارعة الطريق لنلعب بها، فهي أفضل من لا شيء".
من ناحية أخرى، لم تعد طقوس تحضير الحلويات الخاصة بالعيد موجودة. تقوم "أم جميل" بتحضير بعض "الكعك الحلقي" الذي تشتهر به ريف اللاذقية، بطرق بدائية وبسيطة: "أقوم بتحضير بعض الكعك على فرن التنور البدائي من مواد متوافرة من أجل الضيوف المحتملين، لأن الحلويات التقليدية التي كنا نصنعها سابقاً مستحيلة الصنع هنا، فلا أفران لخبز الحلوى وبعض المواد غير متوافرة، وإن توافر بعضها فأسعارها بأضعاف مضاعفة، وهذا حال معظم الأهالي هنا".
قد يبدو هذا العيد كئيباً على الجميع، ولكن عيدهم الحقيقي عندما يستطيعون إقامة صلاة العيد في المسجد دون أي خوف من برميل متفجر يُلقى على رؤوسهم من طائرة حقد أسدية أبت أن تسمح لأبسط شعائر عيد الأضحى أن تقام.