أخبار الآن | دير الزور – سوريا (زينة العلي)
يمر العيد في مدينة دير الزور هادئاً رتيباً، يحمل بدل الفرح حزناً يعم القلوب، كما الشوارع الفارغة من مظاهر البهجة التي كانت تنتشر سابقاً في مثل هذه الأيام.
العيد في مناطق النظام
الخالة "أم محمد" تحدثنا عن العيد وغصة في قلبها قائلة: "أي عيد ولا شيء يبعث على الفرح، ولا حلوى يمكننا صنعها أو شراؤها. الكاتو بلا سكر والكليجة الديرية أصبحت تكلف مبالغ كبيرة جدا هذا إن توفرت متطلباتها. لا يوجد غير السميد والشراب والشوارع مليئة بـ "الهيطلية" مصبوغة بالشراب بدل السكر".
"أسماء" طفلة في العاشرة من عمرها تقول عن العيد: "لم أشتر ثيابا جديدة، لا هذا العيد ولا العيد الماضي، أمي تقول أن الوضع صعب وأن الثياب غالية، أنا لم أجد ما يعجبني من الثياب بكل الأحوال. يوجد مراجيح وألعاب للأطفال في حي الوادي، لكن الخوف كبير من قذيفة يمكن أن تسقط على المكان. لا ألعاب نشتريها، لكني سأذهب الى زيارة بيت جدي وصديقاتي وسنلعب في الحارة".
العيد في المناطق المجاورة
تحت سلطات داعش يمنع الاحتفال بمظاهر العيد، فالنساء تمنع من الخروج من منازلها والفتيات الصغار لا يلبسن الفساتين الزاهية والزينة، وصواريخ التحالف أيضاً هي وسيلة أخرى لبقاء الأهالي في بيوتهم.
كما قام داعش بمنع استخدام الإنترنت في المدينة والقرى في دير الزور، لذلك فلا يوجد أي تواصل بين الأهالي النازحين والمقيمين.
"ضحى" تقيم في قرية من قرى الريف الشرقي الواقع تحت سيطرة داعش تحدثنا عن العيد: "توفيت أمي قبل أشهر، لكني لا أستطيع زيارة قبرها بسبب قوانين "داعش"، وإخوتي هاجروا وتركوا المدينة وبقيت هنا وزوجي، لا أستطيع أن أتحدث مع أي أحد منهم كي أهنئهم بالعيد فأي عيد هذا؟!".
"أبو منذر" شيخ من دير الزور من المدينة حين سألناه عن العيد غصت الكلمات في حلقه ليجيب: "ابني منذر معتقل لدى "داعش" منذ أكثر من 15 يوماً، لأنهم وجودوا محادثة حديثة التاريخ في جواله، وهم قد منعوا الإنترنت عن البلد، كيف سيكون عيد عائلتي ونحن لا نعرف مصير ولدنا وما هي العقوبة التي يمكن أن ينزلها به هؤلاء".
عيد الوجع والألم هو ما يصح إطلاقه على دير الزور في عيد الأضحى، طرق مقطوعة واشتباكات وصواريخ، حصار وجوع وذل، قذائف وشهداء ومعتقلين، قوانين تقطع الأوصال والأرحام .. هذه هي سورية المقسمة بين عنف النظام وإرهاب داعش.