أخبار الآن | الريحانية –  تركيا (محمود العبدلله)

بعد أن اضطر ملايين السوريين إلى ترك بلدهم سوريا والهجرة إلى بلاد الجوار بسبب الجرائم الممنهجة من قبل قوات النظام السوري و"داعش"، اتجهت أغلب العائلات المهاجرة من الشمال السوري إلى تركيا.

واجهت العائلات العديد من العقبات والمشاكل وخاصة الفقيرة منها، من صعوبة تأمين بيت للسكن والخدمات الضرورية له إلى تأمين الطعام والشراب والملبس.

لكن الوضع الجديد فرض على الكثير من العائلات التأقلم والتكيّف ليستطيعوا التعايش مع المجتمع الجديد.

الهموم سوريّة

"غدير عبد" فتاة من ريف إدلب، خرجت من مدينتها "تفتناز" مع آلاف العائلات الهاربة من براميل طائرات النظام إلى مدينة "الريحانية" التركية التي تقع على الحدود السورية التركية.

أكملت "غدير" دراستها الثانوية وتفرغت بعد ذلك لخدمة أهلها وأبناء بلدها الذين وجدوا صعوبة في تأمين حياة لائقة لعائلاتهم. حيث يوجد على أطراف وداخل مدينة "الريحانية" التركية مئات العائلات التي تسكن في خيام أو مستودعات أو في أبنية لم تجهز بعد وتعاني هذه العائلات من عدم توفر المواد الضرورية لاستمرار الحياة، وهو ما دفع الفتاة للتفكير في حلول لهذه المشاكل.

قررت "غدير" أن لا تبدأ وحدها، فحاولت أن تختار مجموعة من الشباب والشابات لتشكيل فريق تطوعي يعمل على خدمة السوريين ومدّ يد العون لهم، وكان قد حمل هذا الفريق اسم: "فريق عون التطوعي".

تحدثت غدير لـ"أخبار الآن" عن فكرة تشكيل هذا الفريق: "كانت الفكرة لي كوني شابّة سوريّة رأيت مأساة بلادي وحال اللاجئين بأم عيني، حيث كان الشعار "نحن نستطيع وهناك من يحتاج"، ومن مبدأ "كل شيء عظيم بدأ بفكرة" سعيت إلى تطوير فكرتي، أخبرت كل من هو قريب مني، وبالتشجيع والإرادة، بدأ فريق عون التطوّعي في العمل".

الشباب السوري الفاعل

كان هدف الفريق المكون من عدد من الشباب والشابات تقديم المستطاع للمحتاجين والمعدمين، تقول "غدير"حول هذا: "يضمّ الفريق فئة من الشباب السوري المخلص ممن لم يقفوا مكتوفي الأيدي. هناك من يحتاج ولو كسرة خبز! هدفنا العون مادياً ومعنوياً، بمساعدات ماليّة أو عينيّة، نسعى لجمع التبرعات وتوزيعها على العائلات المحتاجة، ونستقبل كافّة التبرّعات من أدوات منزلية، ألعاب، أغذية، ملابس".

يحاول الفريق بكافة طواقمه تقاسم مهام العمل وتوزيع الأدوار كل حسب رغبته واختصاصه.

"غفران زيدان" متطوعة في الفريق، تقول: "حالياً أنا في قسم الإحصاء والفرز، أعمل على إحصاء العائلات المحتاجة وتوثيق معلومات عنها، وفرز التبرعات التي سيتم توزيعها على المحتاجين لاحقا، وقد انضممت إلى الفريق بعد أن اقترحت "غدير" الفكرة علي، ومن ثم بدأنا بدعوة الأصدقاء وتشكيل الفريق والتناقش في جدول الأعمال والأهداف التي سنسعى إلى تحقيقها".

يقوم أعضاء "فريق عون التطوعي" بأعمالهم التطوعية دون تقاضي أي أجر على عملهم الخدمي الذي يسعى إلى تحسين الظروف المعيشية للعائلات الفقيرة والمحتاجة والتي لا تملك مصدر دخل يعينها على البقاء والعيش الكريم.