أخبار الآن | حلب – سوريا (محمد وسام)
"أطفئ الأنوار فالطيران في السماء"، لا يدرك مدى خطورة الموقف عند سماع هذا الكلام إلا أبناء مدينة حلب التي يصنفها كثيرون على أنها الأخطر في العالم, فخطر القصف والغارات الجوية لا يقتصر في تلك المدينة التي أنهكتها مشاهد القتل والدمار على النهار فقط, حيث بات الطيران يشكل هاجساً يؤرق سكانها خلال أوقات المساء.
طيران ليلي
مع سكون الليل تشكل طلعات الطيران الحربي المفاجئة تهديداً مباشراً على سائقي السيارات, إذ تستهدف الطائرات جميع ما يمكن أن تراه من أهداف متحركة, مستغلةً بذلك الظلام الذي يخيّم على شوارع المدينة خلال ساعات الليل.
أخبار الآن جالت في أحياء حلب المحررة ليلاً, كان الظلام الدامس يسيطر على الشوارع والطرق الرئيسية التي تربط بين الأحياء السكنيّة, بينما لا تجرؤ السيارات النادر تواجدها هنا على تشغيل الأضواء خوفاً من الطيران الذي كان يحلّق على علو منخفض في السماء.
وخلال جولتها الميدانية التقت أخبار الآن النقيب "أبو علي الحريتاني" الذي تحدث عن دور الحواجز الأمنية المنتشرة في تحذير المدنيين, والسائقين خصوصاً في حال دخل الطيران أجواء حلب حيث قال: "في حال أقلع طيران النظام من القواعد العسكرية يتم إخبارنا عبر المراصد والأجهزة اللاسلكية, لنقوم بتحذير المدنيين بضرورة إطفاء أنوار السيارات أثناء التجول. عندما تغير الطائرة فإنها تستهدف الأهداف المتحركة بالرشاشات الثقيلة بينما يصعب علينا رؤيتها لضربها بالمضادات الأرضية".
ليل الخوف
مدينة حلب تعيش أجواء ظلامية, فشرايين المدينة تتقطّع والأسواق التجارية تغلق وينهي أهالي المدينة أعمالهم اليومية مع حلول المساء.
لكن ولدى وصولنا إلى داخل الأحياء السكنيّة كان هنالك بعض المحال التجارية لم تقفل أبوابها بعد رغم حلول المساء, إنارة الشوارع التي تعتمد على المولدات الكهربائية قليلة, هنالك ما يوحي بأن اليوم لم ينته بعد.
يؤكد أبو عمر (بائع خضار في حيّ الكلاسة) أن الانتقال من منطقة إلى أخرى ليلاً به مخاطرة كبيرة ويتابع: "أحاول إنهاء كافة أعمالي خلال النهار .. حتى داخل الحارات السكنية يلتزم جميع الناس منازلهم عندما تتوقف المولدات الكهربائية وتطفأ الأنوار تصبح المدينة مظلمة تماماً لحين شروق الشمس".
حلب التي عرفت بـ "المدينة التي لا تنام" أضحت اليوم تغرق في ظلمات يرافقها رعب من جحيم القصف, يأمل سكانها ألا يستمر طويلاً لتعود مدينتهم عامرةُ بالحياة كما كانت عاصمة للاقتصاد السوري.