اخبار الآن | القاهرة – مصر – (رانيا الزاهد)
مع اشتعال ازمة اللاجئين السوريين إلى أوروبا بعد غرق الطفل إيلان الكردي على احد الشواطيء التركية، اهتمت وسائل الاعلام العالمية بطريقة تعامل قوات الامن في بعض المدن الاوروبية مع اللاجئين، والتي كان معظمها اشتباكات وضرب وقنابل مسيلة للدموع ودروع واقية وهراوات لتنقل صورة بشعة لمعاناتهم في شوارع أوروبا.
لكن وسط هذا كله، ظهرت صور رائعة لضابط دنماركي يلاعب طفلة سورية بينما تنتظر مع اهلها على الحدود الالمانية الدنماركية، انتشرت بسرعة البرق على مواقع التواصل الاجتماعي.
وتم التقاط الصور من قبل المصور كلاوس فيسكر، الذي يعمل لدى ScanPix، وهي ضمن مجموعة صور كبيرة لحوالي 300 لاجئ سوري يأملون الوصول الى السويد.
على الرغم من ان الشرطة في جنوب الدنمارك أغلقت الطريق السريع والسكك الحديدية مع ألمانيا في محاولة لمنع اللاجئين من عبور الحدود، إلا ان تعامل افراد الشرطة الدنماركية مع اللاجئين لم تتسم بالعنف، وهو ما أظهرته صور الضابط الذي لاعب فتاة صغيرة أجبرت على السير شمالا على طول الطريق السريع نحو السويد مع عائلتها.
قال فيسكر لموقع "بازفيد":"كان يوم حار، ووجدت الشرطي يلاعب الفتاة بخاتم زواجه، حيث خبأ الخاتم في يده وطلب من الفتاة تخمين اليد التي تحمل الجائزة. لعبوا معا لفترة قصيرة ".
لم يعرف فيسكر هوية الفتاة، لكنه قال أنها كانت جزءا من مجموعة من اللاجئين الذين منحوا حرية الانتقال إلى السويد. وقال فيسكر أن الشرطي طالب بعدم الكشف عن هويته، وقال انه يأمل ان الصور "تروي القصة من تلقاء نفسها."
اضاف فيسكر:"لقد كانت لحظة مؤثرة للغاية، لأنه وسط كل هذه الاحداث المحزنة، يجب علينا أن لا نقول لا للفارين من اهوال الحرب."
كانت ردود الافعال على هذه الصور ضخمة، وذلك بعدما انتشرت على صفحات مواقل التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر لتوثيق أزمة اللاجئين في جميع أنحاء أوروبا، وتم نشر الصور على نطاق واسع، كما تم الاطلاع عليها ملايين المرات.
التعليقات على الصور عبرت عن سعادة كبيرة لرؤية لحظة مؤثرة وسط الأزمة وسيل من الصور المروعة، بما في ذلك صورة الطفل إيلان الكردي.
ويعتقد فيسكر أن صور مثل هذه يمكن أن تلعب دورا في التشجيع على التعاطف مع اللاجئين، وخاصة في الدنمارك، التي شهدت مسيرات مؤيدة للاجئين مؤخرا، ولكن رغم ذلك خفضت الحكومة الدعم المقدم لطالبي اللجوء.
وقال فيسكر:"ليس لدي شك في أن صوري يمكن أن تساعد في إحداث التغيير. الحكومة الدنماركية تتعرض لضغوط كبيرة بسبب سياستها الصعبة تجاه اللاجئين، لذلك لدي أمل ان يتم استخدام هذه الصور من قبل الناس في الدنمارك لتشجيع الآخرين على تغيير رأيهم ".