أخبار الآن | سوريا – ريف دمشق (حسان تقي الدين)
ثلاث سنوات على حصار الغوطة الشرقية من قبل نظام الأسد الذي أحكم السيطرة على معابرها الرئيسية وحولها لسجن كبير يقطن فيه أكثر من ستمئة ألف نسمة حسب آخر إحصائية، بينما إن نظرت لحال هؤلاء تجد أن نسبة تزيد عن ثمانين بالمئة بلا عمل أو مصدر للرزق ما يجعل الكثير منهم تحت خط الفقر الذي يسيطر على المنطقة.
مشروع "بيت المونة" شق النور في طريق قل فيه اهتمام المؤسسات الإغاثية بالمشاريع التنموية التي تعطي العائلة المحاصرة دافعاً لحفظ الكرامة التي يشتكي الأهالي من غيابها عند أي عمل إغاثي.
"طبيعة العائلة السورية ترفض التسول واللجوء إلى طلب لقمة العيش بشكل يومي" تنوه "أم عماد" إحدى المشرفات على مشروع بيت المونة في منظمة أسس، وتضيف: "المشروع اعتنى بالجانب الإجتماعي الذي جمع شتات العائلة على عمل كريم يتقاضون أجوراً مناسبة عليه، ويكسبون في نهاية العمل سلة من المواد التي أنتجها المشروع".
وقد وضحت أيضاً أن المنظمة تسعى للوصول إلى مئتين وسعين عائلة وذلك يتناسب مع حجم المشروع.
المواد المنتجة تشترى من السوق وهي من الخضار(الطماطم والباذنجان والكوسا والقمح والفاصولياء) التي ينتجها الفلاح في الغوطة الشرقية ما يؤمن سوقاً لتصريف البضاعة وعدم كسادها وبذلك مساعدة الفلاح من الوقوع في خسارة ربما تكون قاضية في مثل هذه الأيام، وهذا ما أوضحه "أبو أنس الحموي" في حديثه عن الجانب الاقتصادي للمشروع حيث تبلغ الكمية التي يفترض شراؤها قرابة مئة وعشرة أطنان، وأضاف: "إن الفكرة التي يقوم عليها هذا العمل لقت استحسان المجتمع الخارجي وأهالي الغوطة المستهدفين بالمشروع على حد سواء".
ويتوقع الحموي أن يستطيعوا تقديم ما يقارب (1200) سلة غذائية للعائلات الفقيرة على أقل تقدير والتي تكفي العائلة ما يقارب شهرين إلى ثلاثة أشهر حسب حجم العائلة واستهلاكها، التي لو أرادت أن تقوم بادخار هذه المواد الغذائية لكانت التكلفة تفوق طاقتها لتصل إلى ما يقارب مئتي ألف ليرة سورية سنويا بأفضل الأحوال.
رئيس المجلس المحلي لمدينة دوما "المهندس أكرم طعمة" رحب بفكرة المشروع وأوضح أن على المكاتب الإغاثية العناية بمثل هذه الأفكار التي ترتقي بالمجتمع ككل، بينما اعتبر المهندس "أمين بدران" مدير قسم المشاريع في المجلس المحلي أن: "بيت المونة سيكون نواة للأعمال التنموية التي ستنتشر في الغوطة الشرقية على نطاق واسع".
يوماً بعد يوم يزداد الخناق على أهالي الغوطة الشرقية لا سيما في فصل الشتاء وربما يكون على مؤسسات المجتمع المدني السعي لإيجاد حلول تنقذ العائلات السورية من الموت البطئ الذي يحيط بهم من كل جانب.