أخبار الآن | دمشق – سوريا – (سوزان أحمد)
اضطر الكثير من شباب سوريا الذين التحقوا بصفوف الثورة من ترك مقاعد الدراسة الجامعية وحتى المدرسية بسبب الملاحقات الأمنية من قبل نظام الأسد، ما ترك فراغاً علمياً ومعرفياً سعت مؤسسة "تمكين" للتدريب الافتراضي لتعويضه.
مؤسسة تعليم مستقلة
يقوم على مؤسسة تمكين عشرات الشباب المستقل الذي يؤمن بأهمية العلم والوعي في بناء سوريا المستقبل على حد تعبير المدير التنفيذي لتمكين يوسف عمران: "يتميز فريقنا بالتنوع فمنا من هو خبير بمجال التدريب الافتراضي والبعض بالمجال الفني والبعض الآخر بالإداري ونحن موزعون بين الداخل السوري وبعض الدول الأخرى".
ويمضي عمران في حديثه لأخبار الآن: "جاءت تمكين كمبادرة شبابية سورية هي الأولى من نوعها، لتجاوز مشكلة الحصار والتواجد في مناطق أمنية يصعب معها متابعة التحصيل العلمي، فعملت جاهدة على تطوير مهارات الشباب من خلال تقديم محاضرات توعوية ودورات تدريبية في مجالات مختلفة عبر منصة افتراضية على الإنترنت تتيح للمتدرب فرصة اللقاء بذوي الخبرة والعلم متجاوزين حدود المكان".
ويضيف: "استطعنا خلال فترة قصيرة أن ننافس مراكز التدريب في الدول المجاورة بسبب قدرتنا على إيصال دوراتهم إلى الداخل السوري وتم التعاون مع بعضهم بهذا الصدد. كما أن هناك إقبال عربي على حضور دوراتنا فلدينا متابعين من لبنان والمغرب العربي ومصر إضافة إلى المتدرين السوريين في الداخل والخارج".
وفي حين تشير تقارير أممية وحقوقية أن عدد الأطفال السوريين الذين حرموا من حق التعليم تجاوز مطلع هذا العام 3 ملايين طفل، إلا أنه لا توجد أرقام دقيقة لأعداد الطلاب الجامعيين الذين حرموا من متابعة دراساتهم الجامعية أوتعليمهم التتخصصي.
دورات وعقبات
تصف مسؤولة الدعم التقني في "تمكين" عزة الأحمد، أن انضمامها لفريق العمل كان ملبياً لطموحها الشخصي في المساهمة بثورة فكرية يحتاجها المجتمع السوري لتحقيق نهضة حقيقية هو بأمس الحاجة إليها في هذه المرحلة.
وتضيف في حديثها لأخبار الآن: "أكثر المشاكل التقنية التي نواجهها تتجلى بانقطاع الكهرباء أو بطء الإنترنت في الداخل مما يصعب عملية التواصل أو نقل المعلومة حتى بين أفراد فريق العمل أنفسهم، مما يضطر أحياناً بعض الأفراد إلى القيام بعدة مهام في ذات الوقت لتلافي التقصير أو التأخير".
من جهته يتكلم الناشط الإعلامي "رامي السيد" من جنوب دمشق المحاصر، بسعادة عن حصوله على درجة تقييم عالية في إحدى دورات تمكين: "استمتعت بالتفاعل أثناء الدورة مع المتدربين والأساتذة القديرين الذين التقيناهم عبر منصة تمكين. نحن فعلاً بحاجة للخبرة والعلم خاصة في المناطق المحاصرة وبظل الأوضاع التي نعيشها".
ويختم حديثه لأخبار الآن: "بالرغم من سوء الاتصال الذي يتسبب أحياناً في بعض الانقطاعات أوالتأخير بالصوت، إلاّ أنني استطعت من خلال حضور بعض الدورات الاختصاصية بالإعلام من أن أصقل ما تعلمته بالممارسة وأن أرفع عملي لمستوى الاحترافية بوصفي ناشط إعلامي".