أخبار الآن | دمشق – سوريا – (سوزان أحمد)
في محاولة للاستفادة من كل فرصة تسنح بتسليط الضوء على الواقع السوري، أطلق ناشطون حملة على وسائل التواصل الاجتماعي بالتزامن مع اليوم العالمي للاختفاء القسري بعنوان #وينن؛ في محاولة للمطالبة بالكشف عن مصير المختفين قسرياً في سوريا.
يقول الناشط الإعلامي أبو الجود أحد المنظمين للحملة: "الهدف هو العمل بالمستطاع وبكافة الوسائل والطرق للفت النظر لقضية معتقلينا الذين باتوا رموزاً ثورية".
ويضيف: "قضية الاختفاء القسري والمعتقلين من أصعب القضايا السورية، فالشهيد مرتاح واللاجئ بمكان آمن أما المعتقل فلا نعلم شيئاً عما يعانيه".
ويمضي في حديثه لأخبار الآن: "هدفنا نشر معلومات دقيقة وموثقة عن أوضاع المعتقلين ومعاناتهم، والمطالبة بالكشف عن مكان ومصير المختفين قسرياً والإفراج عنهم، ونشر رسائل مسربة من قلب السجون لمعتقلين لا زالوا هناك بهدف إيصال صوتهم للخارج، إضافة إلى نشر معلومات توعوية لأهالي المعتقلين لمساعدتهم على توثيق حق أبنائهم".
تشير البيانات والأرقام الموثقة رسمياً إلى أن 117 ألف معتقل في سوريا من بينهم 65 ألف مختفين قسرياً، في حين تشير التقديرات إلى أن عدد المعتقلين يتجاوز 215 ألف معتقل منهم 95 ألفاً مختفون قسرياً؛ وأن نظام الأسد مسؤول بنسبة 96% عن حالات الاختفاء القسري وفق الشبكة السورية لحقوق الإنسان.
من جهته يؤمن الناشط الإعلامي أحمد شاكر، بأهمية الحملات الإعلامية على وسائل التواصل الاجتماعي وتوظيفها بطريقة فعالة لخدمة الثورة وخاصة تنظيم عاصفة تغريدات على تويتر: "يحظى تويتر بمتابعة غربية عالية، فبنشرنا وسماً يصبح عالمياً ما يزيد من احتمالية تغطيته في الصحافة الأجنبية، وبالتالي ننجح في إيصال جانب من الوجع السوري للعالم".
ويؤكد شاكر على أهمية استغلال وسائل التواصل الاجتماعي بطريقة صحيحة والتي يعتبرها أحد أدوات الحرب التي يجب أن نتقن استعمالها فيقول: "لا يترك النظام ومؤيدوه أي فرصة لترويج أكاذيبهم ويجندون فرق تعمل على وسائل التواصل الاجتماعي لهذا الغرض. فالأولى بنا أصحاب الحق أن نحسن استعمال الأدوات المتاحة".
أما الناشطة الفرنسية لميا والتي تشارك في كثير من الحملات الإعلامية الداعمة للثورة السورية على تويتر فتعتقد أن العالم خذل السوريين، وأن مساعدتهم بملايين الدولارات لن يوقف الحرب؛ لذلك كان العمل عبر تويتر مجدياً لإيصال حقيقة ما يحدث في سوريا للمسؤولين الأجانب والرأي العام العالمي.
وتقول بحنق متحدثة لأخبار الآن: "الإعلام الغربي لا يعرض جرائم الأسد، والناس هنا لا تعلم ما يحدث في سوريا. استطعنا خلال عاصفة التغريدات الأخيرة أن نصل لأكثر من 150 مليون شخص حول العالم وكانت ردود أفعالهم رائعة عندما شكرونا لقول الحقيقة وعندما بكوا لمعرفة ما يحصل للسوريين وهم مغيبون عنه بفعل حكوماتهم".
ويختم أبو الجود حديثه بنبرة واثقة قائلاً: "لا يضيع حق وراءه مطالب. قد تختلف النتائج وتتباين التوقعات ولكن بعتمة الزنازين هناك أشخاص يعانون لأجلنا، فلن نسكت، وسنفعل ما بوسعنا لنكون معهم في محنتهم حتى يخرجوا للنور مجدداً".