أخبار الآن | دير الزور – سوريا – (وائل زين الدين)

بعد قراره بمنع أصحاب مقاهي الانترنت في الرقة من بث خدماتهم للأهالي, قام تنظيم داعش تدريجيا بتعميم القرار في عدة مدن وبلدات في محافظة دير الزور.
قلب مدينة دير الزور ومنذ أشهر يعاني من قرارات تعسفية يفرضها عناصر من التنظيم بمنع نشر الانترنت وحصر استخدامه في مقاهي الانترنت العامة، عدا عن كون التنظيم قام أكثر من مرة بمنع هذه المقاهي حتى من العمل داخل صالاتها متذرعا بأسباب أمنية للتنظيم.
ويفيد عدد من ناشطي المدينة بأن التنظيم يمي من خلال هذه الممارسات إلى مراقبة أمنية مزدوجة لكل من عناصره والناشطين على حد سواء، حيث يتخوف التنظيم من كابوس تسريبات تكشف عن ممارسات سيئة لعناصره وخصوصا المهاجرين منهم والذين يقفون دائما وراء قرارات المنع هذه.

الريف الشمالي والغربي لدير الزور كانا نقطة الانطلاق في وقت مبكر وحتى قبل أن يتم المنع في محافظة الرقة، ولكنه كان منعا متقطعا بين فترة وأخرى، ثم تعود خدمة الانترنت لتجد طريقها أمام مرتاديها ومستخدميها وإن على وجل وخوف واحتراز أمني كبير من قبل المستخدمين.

أما الريف الشرقي فقد بدأ التنظيم فيه حملة مسعورة مستخدما عناصره والكثير من "الأعين" المزروعة بين الناس لصالح التنظيم لرصد أي مخالفة للتعليمات التي تنص على منع نواشر ال واي فاي من البث حتى إشعار آخر.
ففي مدينتي البوكمال و هجين قام تنظيم داعش مؤخراً بإصدار تعميم يقضي بمنع أصحاب المقاهي وصالات الانترنت من توزيع اشتراكات لمستخدمي الانترنت الذين كانوا يحصلون عليه عبر نواشر لاسلكية، كما منعهم القرار من تشغيل خدمة الانترنت داخل الصالات حتى إشعار آخر أو صدور تعليمات جديدة.
ناشطون من دير الزور قالوا لأخبار الآن إن تنظيم داعش ضم مدينتي العشارة والميادين في قرار المنع هذا، لتصبح مراكز المدن الكبرى في ريف دير الزور بأكملها ممنوعة من استخدام الانترنت أو الاستفادة منه حتى صدور قرارات منافية.
يذكر أن ريف دير الزور الشرقي بأكمله تقريبا محروم من خدمة الاتصالات السلكية (الأرضية) واللاسلكية (الخليوية) منذ أشهر طويلة بسبب أعطال متكررة جراء القصف على الخطوط والمشغلات وقطع الكثير من الكوابل الضوئية التي تصل المراكز الرئيسية ببعضها.
شهود عيان قالوا لأخبار الآن إن عائلات بأكملها تقوم باستئجار سيارات خاصة وتقصد بعض القرى التي لا تزال خدمة الانترنت متوفرة فيها للاطمئنان على أفراد عائلاتهم المهجرين أو المغتربين.
وتعد محافظة دير الزور من أكثر المحافظات في أعداد المغتربين، وقد ازدادت أعداد المغتربين والمهجرين أثناء وبعد دخول تنظيم داعش واحتلاله للمحافظة وتنفيذ العديد من الأحكام التعسفية في الناشطين الإعلاميين والإغاثيين وعناصر من الجيش الحر.
كل هذه العوامل تجعل من انقطاع خدمة الانترنت نكبة لا تقل عن نكبة انعدام الكهرباء أو الخدمة الطبية أو التعليم وغيرها من الخدمات التي نفذ فيها التنظيم الضربة القاضية بعد أيام من دخوله المحافظة منتصف العام الفائت.
من جانب آخر انعكست هذه القرارات على التجار الذين حوصروا بعد انقطاع الانترنت وانعدام خدمة الاتصالات حيث كانوا يتواصلون مع التجار في المحافظات المصدرة للبضائع عبر الانترنت منذ أن انعدمت خدمة الاتصالات والهواتف، ولكنهم اليوم لم يعودوا قادرين على التواصل اليومي مع التجار المصدرين لتأمين احتياجاتهم من البضائع.
هذا ويستمر تنظيم داعش في حصاره الخانق على الأهالي في قلب مدينة دير الزور بحجة التضييق على النظام منذ أكثر من ثمانية أشهر مقدما للنظام خدمة تلميع نفسه بممسحة داعش وإظهاره بمظهر المنقذ للأهالي عبر ضخ القليل من المواد الغذائية في السوق كل فترة بأسعار جنونية لا يستطيع معها معظم المدنيين الاقتراب منها.