"سوسن" – وهو اسم مستعار- سيدة سورية تعاني من شلل نصفي سببه حادث سير منذ الصغر , كان عمرها يومذاك ثلاث سنوات , وبسبب خطأ طبي أصيبت بجنف في العمود الفقري ( مرض يسبب ميلانا ً في العمود الفقري ويعيقي الحركة )

رغم ذلك سوسن كانت محترفة في رياضة كرة الطاولة.

أكرمها الله وتزوجت  قبل عدة سنوات , زوجها أيضاً يعاني من شلل أطفال , لكنه رياضي مثلها يلعب كرة السلة الخاصة بذوي الإحتياجات الخاصة , وحاصل على شهادة في التحكيم كما يدرّب في لعبة رفع الأثقال.

سوسن وزوجها صار لديهما طفلين الصغير من الأطفال المعروفين بطفل متلازمة داون .

رغم كل هذه الظروف الخاصة إلا أنها عائلة استطاعت تخطي كل شيء والعمل والحياة إلى أن اضروا للنزوح من سوريا واللجوء إلى تركيا سعيا ً وراء العمل والعلاج والحياة الكريمة بعدما تقطّعت فيهم السبل في سوريا.

لكن هذه الحياة كانت قاسية أكثر مما توقعوا , فعائق اللغة في تركيا وعائقهم الخاص, كل ذلك وقف حائلا ً دون حصولهم على ما تمنّوه وما حلموا به , باستثناء سلّة غذائية تصلهم من المنظمة المسؤولة عنهم بصفتهم مسجلين كلاجئين سوريين في تركيا . ورغم محاولاتهم اللجوء إلى الأمم المتحدة لتقديم طلب للعلاج في الخارج إلا أنهم لم يحصلوا على جواب حتى الآن .

حاولت سوسن الحصول على فرصة عمل فهي تحمل الشهادة الثانوية وشهادة دولية في قيادة الحاسب إلى جانب تمرسها في كرة الطاولة , وحاول زوجها أيضا ً فهو مدرّب رفع أثقال ولاعب كرة سلة دون أمل في حصولهم على المال الذي يلزمهم لتعود سوسن للعلاج الفيزيائي الذي تحتاجه بين الفترة والأخرى لتستمر في حياتها وعطائها كأم لطفلين .

تقول سوسن : أنا أستخدم كرسي متحرك وزوجي يستخدم جهاز خاص بالشلل الذي يعاني منه , لكن قبل مدة انكسر الجهاز واضطررنا على استخدام الكرسي نحن الاثنان وهذا يزيد من صعوبة حركتنا ,

الجمعيات والمنظمات التي استطعنا الوصول إليها لم تنظر في أمرنا وكل ما يقولونه لنا أنّ هناك حالات أصعب من حالتينا , حتى الحصول على كرسي آخر كان من سابع المستحيلات .

لم تيأس سوسن وتستمر في البحث عن فرصة عمل وعن أهل الخير علّ أحدهم يقف عند قصتها هي وزوجها وأطفالها قبل أن تتفاقم حال العائلة وتفقد سوسن قدرتها على العطاء كأم وزوجة .

 

استمعوا الى القصة الكاملة هنا