أخبار الآن | متابعات – (زمان الوصل)
لم يودع عامر قطه "عنتر"، فقد غادر دمشق على عجل هاربا من الاعتقال بعدما عمم اسمه على حواجز النظام.
حصل عامر على سكن وعمل مناسبين في اسطنبول، ولكنه لم يستطع الاستمتاع في أيامه بعيدا عن قطه المدلل "عنتر"، الذي يصفه عامر بأنه قطعة من روحه، فعامر أنقذ "عنتر" من الموت عندما كان مريضا في الشارع، وكان عمره حينها 3 أشهر.
ويقول عامر: علمت أن صديقي عز الدين قادم إلى تركيا، فرجوته أن يصطحب "عنتر" معه.
تبدأ رحلة عز الدين من دمشق ثم الرقة حيث سيصطحب معه والده المسن الذي يعيش في الرقة وحيدا، وبعد ذلك سيتجه عز الدين ووالده إلى تركيا، وعلى الرغم من صعوبة الرحلة ومشقتها، إلا أنه لم يستطع أن يرفض طلب عامر باصطحاب "عنتر" معه، خاصة أن الأخير أضرب عن الطعام بسبب شوقه لصاحبه وبدأت صحته تتدهور.
وبحسب عامر، وضع عز الدين رباطا على جسد "عنتر" وحول رقبته، فكان يمشيه حينا ويضعه في القفص في بعض الأحيان، كما اصطحب معه طعاما مجففا خاصا بالقطط ليضمن أن طعام "عنتر" لن يفسد خلال الرحلة.
وهكذا تحمل "عنتر" الحر والتنقل المستمر، وكان يعبر بالصراخ عن تعبه وانزعاجه في بداية الرحلة، لكنه في الرقة مرض بسبب الحر، وصار يقضي يومه نائما وبالكاد يأكل، حتى أن عز الدين عجل ذهابه إلى تركيا خوفا من أن يفقد "عنتر" حياته في الرقة، فحالته الصعبة صارت تستدعي عرضه على طبيب بيطري، الأمر الذي كان شبه مستحيل بالنسبة إلى عز دين لأنه كان يخشى التنقل بين حواجز تنظيم داعش.
بعد ذلك اجتاز "عنتر" الحدود السورية التركية، وكان في حالة حرجة، بقي بعدها عدة أيام في مشفى خاص بالقطط في اسطنبول.
يقول "عامر": كنت أخشى أن أفقده ولكنه استمد قوته من وجودي بقربه، هذا بالإضافة إلى التعاطف والرعاية الكبيرين الذين أبداهما الأطباء عندما علموا بقصة "عنتر".
بلغت تكلفة علاج "عنتر" 1200 ليرة تركية، لكن الأطباء تنازلوا عن أجرتهم الشخصية واكتفوا بالحصول على تكاليف المشفى، مكافأة "حسب وصفهم" لعنتر على شجاعته.
اليوم استعاد "عنتر" عافيته وهو يعيش مع صديقه "عامر" بسعادة كبيرة، ويوضح عامر: صار "عنتر" يخاف كلما غادرت المنزل، لكنه سيستعيد ثقته بي مع الوقت.