ياسر حمزة
أخبار الآن | دمشق – سوريا – (محمد صلاح الدين)
لطالما دأب الإعلام الرسمي في نظام الأسد على تصوير واقع البلاد بصورة مغايرة، ومن أبرز ما يتم تناوله عبر هذا الإعلام ملف قوات النظام، إذ يسعى القائمون عليه إلى تصوير الجيش بأبهى حلله، "فهو الجيش الذي لا يقهر ومعنوياته تكاد تخترق السماء وهمه الأوحد الذود عن الوطن "وفقا لإعلام النظام.
لكن نظرة سريعة إلى الصفحات الإخبارية في مواقع التواصل الاجتماعي التي تؤيد نظام الأسد وتعتبر إعلاما شبه رسمي ستظهر ما أخفاه الإعلام الرسمي من تفكك لمؤسسة الجيش وتململ يصيب معظم المجندين في هذه المؤسسة والذين استنزفت طاقاتهم ومضت سنين عمرهم دون أن يحققوا شيئا لأنفسهم غير الجرائم التي ارتكبوها وما زالوا يرتكبونها بحق الشعب السوري الثائر.
مؤخرا نشرت صفحة دمشق الآن على فيسبوك وهي أكبر الصفحات (الموالية للنظام) وأوسعها انتشارا يديرها المدعو "وسام الطير" وهو صف ضابط يخدم في جيش النظام إجباريا منذ عام 2010 ولا تزال القيادة تحتفظ به وغيره كثير، بسبب النقص الحاصل في جنود الجيش النظامي، نشرت مقالا تهاجم فيه حكومة وائل الحلقي على خلفية التأخر في صرف مكافأة مقدارها عشرة آلاف ليرة سورية (33 دولار أمريكي) تم إقرارها قبل أكثر من شهر لجزء من أفراد الجيش وليس جميعهم لكنها إلى الآن لم تصل إلى أيدي من صرفت لهم، بسبب خلافات في الحكومة حول آلية توزيع المكافأة وتحديد هوية المستفيدين.
الهجوم الذي شنه "وسام الطير" على حكومة الحلقي لم يكن الأول من نوعه لكن ردود الفعل كانت أوضح من ذي قبل لأن الموضوع يمس الجيش بشكل مباشر، فأجمع المعلقون (قسم منهم من أفراد الجيش النظامي) على المقالة، على فشل هذه الحكومة وفسادها وهاجموا أبناء المسؤولين الذين لم يسمع عنهم أنهم أصيبوا أو قتلوا على جبهات القتال أو أنهم خدموا في الجيش أصلا، واعتبروا أن تقصير الحكومة تدفع الكثيرين ممن لا زالوا يخدمون في الجيش، إلى الفرار أسوة بمن سبقهم من المنشقين أو من أقرانهم المؤجلين دراسيا فطالبوا بتسريح الدورات الأقدم في الجيش دورة 102 و دورة 103 ليكون هناك أمل يعيشون عليه لا أن يفنى عمرهم في الجيش.
فيما سخر معلقون آخرون من قيمة المكافأة التي خصصتها الحكومة وطالبوا بأن يحصل كل أفراد الجيش على زيادة كبيرة ودائمة في الراتب وأن تبدي الحكومة اهتمامها بالجنود الذين يبذلون دمائهم "فداء للوطن وسيد الوطن" على حد تعبيرهم.
