أخبارالآن | جوبر – دمشق – سوريا (محمّد صلاح الدّين)
بعد يومين من سيطرة الثوّار على نقاط جديدة و متقدمة في حي جوبر الدمشقي بدأ نظام الأسد حملة عسكريّة مضادة تهدف لاستعادة النقاط التي خسرها جيشه مستخدماً الطيران الحربي وصواريخ الأرض أرض بشكل مكثّف.
وفي تصريحه لأخبار الآن يقول محمّد أبو عدي المتحدث الرسمي باسم فيلق الرحمن والذي يرابط على 80% من نقاط الاشتباك مع نظام الأسد في حي جوبر: إنّهم لم ولن يوفّروا جهداً أو يفوّتوا فرصةً تتيح لهم التقدّم نحو العاصمة دمشق وتحرير مناطق أو نقاط جديدة هي الآن تحت سيطرة نظام الأسد.
وأضاف أبو عدي: "قبل يومين عمل فيلق الرحمن على استرجاع وحدة المياه في حي جوبر لما لها من أهمية بالغة فبالإضافة إلى كونها معقلاً هاماً لجيش النظام على مشارف دمشق فهي أيضاً ذات أهمية حيوية كونها المغذي الوحيد لأهالي الغوطة بالمياه الصالحة للشرب و التي قطعها نظام الأسد خلال فترة سيطرته على وحدة المياه، أمّا الآن فقد عملنا على صيانتها وإعادة ضخ المياه إلى الغوطة الشرقية لتخفيف العبء على أهلنا المحاصرين فيها".
وأكد أبو عدي: "نحن نعمل ضمن الإمكانات المتاحة لنا والمتوفرة بين أيدينا و رغم شح الموارد إلّا أننا تمكنّا من الصمود في جوبر طيلة الفترة الماضية وتمكنّا من السيطرة على نقاط جديدة".
هذه التقدّم أجبر نظام الأسد على إعادة حساباته ومحاولة استعادة ما خسره لأنّه يعلم أنّ أي تقدّم للثوار باتجاه دمشق سيقرّب نهايته وسقوطه وبدأ بالفعل بشن حملة همجية استهدف من خلالها الحي و عدد من بلدات الغوطة بوابل من قنابل الطائرات وصواريخ الأرض أرض وقذائف المدفعية كما أنّه استخدم غاز الكلور لزيادة الضغط على الثوّار والمدنيين ولكن ذلك لم يحط من عزيمة الثوّار إذ تمكّنت مضاداتنا الأرضية من إصابة إحدى الطائرات الحربية التي كانت تنفّذ غاراتها على حي جوبر دون أن نتمكن من معرفة المكان الذي سقطت فيه، كما تمكن الثوّار من قتل عدد من الضباط بينهم الرائد حسن قنطار والنقيب سامر مفحوص والرقيب أول علي محمد والمصور ثائر العجلاني مراسل راديو شام إف إم الموالية.
وفي ذات السياق استهدف الطيران الحربي مدينة دوما في الغوطة الشرقية بقنابل حارقة أدت لمقتل أربعة مدنيين على الأقل وجرحت عشرات آخرين في حين تعرّض عشرات المدنيين لغاز الكلور في أطراف زملكا وعين ترما ما أدّى لوقوع حالات اختناق بسيطة تم استدراكها في النقاط الطبية القريبة.
وربط ناشطون في دمشق بين الحملة الأخيرة التي يشنها النظام على حي جوبر و خطاب بشار الأسد يوم أمس حين أكّد على ضرورة ما اسماه مقاومة الإرهاب وبدا واثقاً من أنّ النصر حليفه طالما أنّه على الحق.