دمشق – سوريا (الهيئة السورية للإعلام) – رباب قطيفان

يأبى نظام الأسد إلا أن ينشر الموت بشتى أشكاله في كافة أنحاء سوريا لتطال جرائمه حتى الأجنة في أرحام أمهاتهم.

مصادر طبية في مدينة درعا أكدت إرتفاع نسبة الإجهاض بين الأمهات الحوامل منذ مطلع عام 2015 بنسبة 45% عما كانت عليه قبل عام 2010، مضيفةً أن هذا الإرتفاع تزامن مع تصعيد نظام الأسد لعملياته العسكرية في أحياء المدنية خلال الأشهر الماضية.

الطبيب "أبو الحسن" أخصائي الأمراض النسائية الذي يعمل في إحدى مستشفيات درعا الميدانية أكد أنه تبين من مراجعة سجلات المرضى الحوامل إرتفاع نسبة حالات الإجهاض والولادات المبكرة ما أدى الى انخفاض نسبة الولادات الحية .

القصف والظروف النفسية على رأس القائمة

أما عن أسباب تزايد ظاهرة الاجهاض والولادات المبكرة، أشار الطبيب "أبو الحسن" إلى أنها مرتبطة بشكل وثيق بالظروف الحالية كالقصف المتعمد والمكثف على مناطق المدنيين وما يرافق ذلك من رعب وحالات خوف لدى المرأة الأمر الذي ينعكس على حملها وحياة الجنين .

إلى جانب ذلك، ربط الطبيب "أبو الحسن" حالات الإجهاض بالظروف النفسية السيئة التي غالبا ما تتجسد بحالات الحزن الشديد لدى المرأة كأن تفقد أحد الأقارب، مؤكدا أن الحزن أيضا يعتبر من أهم العوامل التي تؤثر على الحمل.

الإجهاد وقلة الرعاية وكثرة النزوح

عوامل الاجهاض والولادة المبكرة لم ترتبط فقط بالأسباب المباشرة، حيث لفت الطبيب "أبو الحسن" إلى وجود أسباب أخرى مرتبطة بعمليات القصف المتواصلة، ككثرة النزوح الناجمة عن تصعيد نظام الأسد استهدافه العشوائي للأحياء المدينة، لافتا إلى أن كثرة التنقل بحثا عن ملجأ آمن تصيب المرأة بنسبة إجهاد وتعب كبيرة, وهي غالبا ما تؤثر على حملها، خاصة في ظل انخفاض الرعاية الصحية المقدمة للنساء الحوامل بشكل كبير والناجمة عن نقص الكوادر الطبية وتهدم البنية التحتية وعدم القدرة على الوصول إلى المراكز التي تقدم مثل هذه الخدمات بسبب بعدها أو تواجدها في مناطق غير آمنة أو العجز المادي، إلى جانب عدم توفر المراكز الآمنة للولادة بفعل حصار نظام الأسد للكثير من المناطق التي يتواجد فيها المدنيون.

ولفت الطبيب "أبو الحسن" إلى أن سوء التغذية  له دور في عمليات الإجهاض، مضيفا: "لوحظ في الآونة الاخيرة ارتفاع نسبة حالات فقر الدم الشديد لدى الحوامل نتيجة سوء التغذية لافتا في الوقت ذاته إلى أن انتشار العديد من الأوبئة والأمراض التي ساهمت أيضا في تنامي تلك الظاهرة.

سياسة ممنهجة وأسلحة ذات تأثير قاتل

أكثر ما يفرض أن عمليات الإجهاض تأتي ضمن سياسة ممنهجة للنظام، هو أن الكثير من تلك الحالات نجمت عن التأثيرات الجانبية للأسلحة المستخدمة في استهداف المناطق المدنية، حيث أشار الطبيب "أبو عبد الله" إلى أن تلك الأسلحة ساهمت في ارتفاع نسبة التشوهات الخلقية التي لم تكن مألوفة سابقا وارتفاع نسبة الإجهاض وأنها شكلت نسبة كبيرة، لاسيما في المناطق التي تستهدف بغازات سامة أو سلاح كيماوي حتى لو استخدم ذلك النوع من السلاح بنسب بسيطة ومحدودة.

ما بعد الولادة .. نقص الحاضنات القاتل الاكبر

على الرغم من تمكن الأطباء في بعض الحالات من إنقاذ الأجنة، إلا أنه غالبا ما يتوفى المولود بعد ساعات من ولادته، نظرا لنقص الحاضنات، على اعتبار أن الكثير من الخدج يولدون وهم بحاجة لوضعهم في حاضنات نظرا لظروف ولادتهم الصعبة، وسوء وضع الأم أثناء فترة الحمل، ما دفع الكثير من الأطباء إلى مناشدة المجتمع الدولي بضرورة التدخل وإنهاء هذه الظاهرة لما لها من خطر على مستقبل سوريا خاصة من ناحية الهرم العمري، سواء عبر فرض منطقة حظر جوي أو الضغط على النظام لوقف الاستهداف المباشر للأحياء المدنية.