أخبار الآن | غازي عنتاب – تركيا (سيف الدين محمد)
يأتي عيد الفطر هذه السنة ولا يزال اللاجئ السوري في تركيا يعيش ذات الحلم بالخلاص والعودة إلى الوطن. لا شيء يمكن أي يعوض فرحة العيد في الوطن، لاسيما مع هذا الكم الهائل من الجرائم المتراكمة من قبل النظام.
بأي حال عدت يا عيد ..
أنهى السوريون في مدينة غازي عنتاب التركية شهر رمضان منتظرين فجر أول أيام العيد. وكما كل مناسبة، لا يتلاشى الأمل والرجاء بين اللاجئين لسماع تغييرات أو حدوث مفاجآت سارة تنهي مأساة اللجوء والتشتت الذي يعانونه يوميا.
تتفاوت مشاعر السوريين هنا في المدينة، فبالرغم من اللوعة الموجودة في القلوب جراء الغربة ووضع اللجوء، هنالك فرحة الأطفال التي تدفع الأهالي للتسوق وشراء ثياب العيد والحلويات أو صنعها في بعض البيوت.
"أم شادي" سيدة حلبية التقيناها في السوق "التشارشي" تقول: "أقوم بشراء الألبسة لأطفالي الثلاثة هنا بضاعة رخيصة وتناسب أحوالنا لا يوجد في القلب مكان للفرح لكن الأطفال الصغار يجبرونك على الإحساس بمشاعر العيد".
أم شادي تركت في حلب إخوتها، ذهب ثلاثة من العائلة شهداء بسبب براميل الأسد. تعيش هنا عاملة في معمل صغير للألبسة براتب يكاد لا يكفي قوت الشهر. أما زوجها فقد استشهد منذ وقت طويل مضى بداية الثورة السورية.
"محمد" من السوريين التركمان، طفل بعمر الحادية عشرة، يعمل في صيدلية في منطقة "راساف يولو" التقيناه وهو يجهز نفسه للعيد، شعره مقصوص بعناية وينتظر بفارغ الصبر العودة إلى المنزل: "العيد حلو اشتريت البارحة ثياب جديدة من مصروفي وأمي تصنع الحلويات الحلبية في البيت. العيد في حلب كان أحلى ".
طقوس العيد والحنين ..
عندما تمشي في المناطق التي يتجمع فيها السوريون لا تفارق مرآك ومسامعك طقوس وتحضيرات العيد حتى تشعر وكأنك لم تغادر الوطن بعد. مشاهد "بسطات" ضيافة العيد وصوت صباح فخري يصدح من بعض المحلات، قبل أن تتفاجأ بصوت السيدة أم كلثوم في أغنية محفورة في الذاكرة العربية "يا ليلة العيد".
"عبد الله أبو حمزة" صاحب متجر في منطقة "بازا إيران" يقول: "تتشابه طقوس العيد هنا كما في حلب، لم نرى سلوكنا وعاداتنا تختلف لذلك نشعر بأجواء العيد والتسامح والمحبة هنا بشكل كبير، وبعض الأتراك يسمعون أغنيات العيد معنا لكن يبقى الأمل الكبير هو في العودة على سورية وإلى حلب ".
منطقة أخرى يتجمع فيها آلاف السوريون من أرياف مدينتي حلب وإدلب. في "دوز تابه" تشعر وكأنك تمشي في شوارع حلب الشعبية، فالعائلات بالكاد تستر أحوالها المعيشية ويعمل شبانها وأطفالها وبعض نسائها في أعمال خدمية معظم الأحيان.
"منيرة" شابة في الثلاثين من العمر، أرملة تعيش على بيع الدخان وألعاب الأطفال الرخيصة تقول: "أجواء العيد موجودة هنا بشكل واضح، لكن العيد الحقيقي ليس هنا، هناك في سورية لا عيد والقتل يوميا والموت على يد النظام المجرم".
تمر المناسبات الدينية والاجتماعية كل سنة وهي تحمل معها الأمل بنهاية الحرب والدمار الذي تعيشه سورية. ويحن أهالي المدن والأرياف إلى عهد من الأمان يتحقق بنهاية الظلم وتحقيق الحرية والسلام.