أخبار الآن | بغداد – العراق – (وكالات)
تسلمت بغداد الاثنين الدفعة الاولى من مقاتلات "اف 16" الاميركية التي ستدعم القدرات المحدودة لقواتها الجوية في الحرب ضد تنظيم داعش، مع اعلانها تكثيف عملياتها العسكرية في محافظة الانبار.
ومع تواصل اعمال العنف في مناطق عدة، اعلنت الامم المتحدة ان النزاع المسلح اودى بنحو 15 الف مدني على الاقل منذ مطلع العام 2014.
واعلنت وزارة الدفاع العراقية اليوم عن وصول 4 طائرات F16 الى قاعدة بلد الجوية، على مسافة 70 كلم شمال بغداد. واكد مكتب رئيس الوزراء حيدر العبادي، وهو القائد العام للقوات المسلحة، ان المقاتلات دخلت الاراضي العراقية.
كما اعلن بريت ماكغورك، مساعد المنسق الاميركي للائتلاف الدولي ضد تنظيم داعش، ان الطيارين العراقيين هبطوا بمقاتلاتهم في العراق بعد اعوام من التحضير والتدريب في الولايات المتحدة. وكان العراق قد ابرم مع الولايات المتحدة اتفاقا لشراء ست وثلاثين مقاتلة من هذا الطراز. الا ان بدء تسليمها ارجىء العام الماضي بعد سيطرة تنظيم داعش على مساحات واسعة من البلاد في حزيران/يونيو، وانهيار قطاعات من الجيش وسقوط بعض مراكزه بيد المتشددين.
ودفع تقدم عناصر التنظيم في مناطق قريبة من قاعدة بلد الى سحب المتعاقدين الاميركيين منها. واستعاضت واشنطن عن تسليم الطائرات، بنقلها الى قاعدة في ولاية اريزونا حيث يتدرب الطيارون العراقيون عليها.
وقضى احد هؤلاء، وهو ضابط برتبة عميد، الشهر الماضي اثر تحطم مقاتلته اثناء مهمة تدريب على التزود بالوقود في الجو.
ويعتمد العراق حاليا بشكل رئيسي على طيران الائتلاف الدولي بقيادة واشنطن الذي يشن غارات ضد الجهاديين. وطالبت بغداد مرارا خلال الاشهر الماضية بتسريع تزويدها بالاسلحة لمواجهة التنظيم.
وفي حين لم تحدد السلطات موعدا لمشاركة المقاتلات في المعارك، الا انه يفترض بها ان تعزز قدراتها الجوية التي تقتصر على عدد محدود من مقاتلات "سوخوي" الروسية التي تعاني من التقادم، وبعض المروحيات الهجومية وطائرات من طراز "سيسنا" مزودة بصواريخ.
وكان عطل في مقاتلة "سوخوي" ادى في السادس من تموز/يوليو الى مقتل ثمانية اشخاص، بعدما سقطت احدى قنابلها على حي سكني في بغداد.
وكانت المقاتلة عائدة من مهمة في الانبار (غرب)، كبرى محافظات البلاد والتي يسيطر الجهاديون على مناطق واسعة منها، ابرزها مدينتا الرمادي مركز المحافظة، والفلوجة.
واستعادت القوات العراقية الاثنين السيطرة على منطقتين في المحافظة ذات الغالبية السنية، تزامنا مع اعلان تكثيف العمليات فيها.
وقال ضابط برتبة مقدم في الجيش ان "القوات الامنية (…) استطاعت ان تتقدم بشكل كبير وتحرر منطقتين هما البوشجل والشيحة الواقعتين في جزيرة الخالدية بين ناحية الصقلاوية ومدينة الرمادي".
واوضح ان هذا التقدم جاء بعد تطويق القوات الامنية وقوات الحشد الشعبي الموالية لها، الفلوجة التي تعد ابرز معاقل التنظيم في الانبار.
واعلنت قيادة القوات المشتركة انه "انطلقت فجر هذا اليوم الساعة الخامسة (0200 تغ) عمليات تحرير الانبار"، وذلك بمشاركة الجيش والقوات الخاصة والشرطة والحشد الشعبي (المؤلف بمعظمه من فصائل شيعية مسلحة) وابناء العشائر السنية.
وفي حين لم يحدد البيان "الاهداف المرسومة" للعملية، تباينت تصريحات المسؤولين حولها. ففي حين اشار ضباط الى ان الهدف هو استعادة الرمادي، اكد قياديون في الحشد الشعبي ان التقدم سيكون نحو الفلوجة.
وهي ليست المرة الاولى التي يعلن فيها انطلاق عمليات لتحرير المحافظة الشاسعة وذات الطبيعة الجغرافية الصعبة. ففي ايار/مايو، اعلن عن عملية مماثلة بعد ايام من سيطرة التنظيم على مدينة الرمادي في 17 من الشهر نفسه، في ما اعتبر ابرز تقدم له في العراق منذ حزيران/يونيو 2014.
وكان العبادي طلب من الحشد الشعبي بعد سقوط الرمادي، المشاركة في معارك الانبار، بعد انسحاب القوات الامنية من مواقعها في المدينة. وقال العبادي الشهر الماضي ان هذا الانسحاب لم يكن "مخولا".
واطلع مجلس الوزراء في جلسته اليوم على "سير الاعمال العسكرية التي انطلقت اليوم لتطهير الانبار"، مؤكدا العزم على "تحرير جميع الاراضي".
وخلال الاشهر الماضية، تمكنت القوات العراقية بدعم من الائتلاف الدولي من استعادة مناطق سقطت بيد الجهاديين. الا ان التنظيم لا يزال يسيطر على اجزاء واسعة ويشن هجمات، بينها سلسلة تفجيرات في مناطق عدة في بغداد ليل الاحد، ادت الى مقتل 23 شخصا على الاقل.
وتبنى التنظيم في بيان اليوم هذه الهجمات التي استهدفت مناطق ذات غالبية شيعية، ومن بينها ثلاثة تفجيرات انتحارية وسيارة مفخخة.
وقالت مصادر امنية وطبية ان حصيلة التفجيرات التي وقعت في شمال بغداد وشرقها، هي ما لا يقل عن 23 قتيلا و68 جريحا.
الى ذلك، سجلت بعثة الامم المتحدة "44 الف و136 ضحية مدنية على الاقل" جراء النزاع في العراق منذ مطلع 2014، وذلك في تقرير اصدرته اليوم. ويتوزع هؤلاء بين 14 الف و947 قتيلا، و29 الف و189 جريحا.
واقرت المنظمة الدولية ان العدد الفعلي قد يكون اعلى بكثير، مشيرة الى ان ارقامها تقتصر على الضحايا الذين تمكنت من توثيقهم