أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (غرفة الأخبار)
بدأ العد التنازلي للاتفاق النووي يصل الى نهايته، وعلى ضوئه ينبغي على إيران ان تدرك أنها أمام خطوة واحدة فقط في المرحلة التقدمية للبلاد.
في المرحلة الراهنة تحتاج إيران إلى بذل مزيد من الجهد لتكون عضوا يقبله المجتمع الدولي، ويعمل بمبدأ حسن الجوار على عكس تدخلها في كل من سوريا والعراق.
استثمرت إيران بشكل كبير جدا في سوريا. واذا ما نظرنا في الموضوع أبعد من الخطابة، فإنه من الصعب علينا كثيرا أن نفهم ما الذي تنتظره طهران مقابل استثمارها في سوريا.
مثل مراهن يخسر دائما، كانت طهران تفقد باستمرار في سوريا المقاتلين والمال وموارد أخرى كثيرة وهو ما جعلها تسقط في مستنقع اكثر فأكثر.
هذا الامر يطرح سؤالا هاما، لماذا تفعل طهران ذلك؟
قد ترتبط الاجابة في جزء منها بالسياسة الداخلية الايرانية.
في سوريا، خاض فيلق القدس التابع للحرس الثوري الايراني الحرب، وربما ظن انه قادر في نهاية المطاف ان يتجاوز هزيمته بسهولة ، لكنه حَمَّل بعض الخيانات والمؤامرات التي احيكت ضده , مسؤولية خسارته أكثر من اعترافه بانه كان على خطأ , وبالتالي كان من الضروري عليه الانسحاب.
ومن الممكن أيضا أن فيلق القدس أبقى على مشاركته في هذه الحرب كونه كان متأكدا أنه لن يخسرها. وبالاشارة الى خسارة الفيلق في سوريا، قد يكون من المحتمل انه يفكر في الحصول على حصة أكبر من الثروة الوطنية الإيرانية، ويرمي الى مزيد من السلطة في طهران.
ملاحظة هامة أخرى نسوقها في هذا التحليل، تتمثل في ان عمليات فيلق القدس من المرجح الا تكون قد شملت التراب السوري كله وانما ارتكزت فقط على مناطق محدودة ، وهو ما قد يعود الى الخسائر الكبيرة التي مني بها فيلق القدس في المعارك في سوريا والتي لم تترك له أي أمل في النصر.
كل هذه العوامل تجتمع لتظهر أن المتشددين الايرانيين وخاصة فيلق القدس ليس لهم مصلحة في استقرار سوريا، واستقرار المنطقة بأكمها.فقط، هم يرغبون في التسمك بمواقفهم على أمل أن يجدوا مخرجا مشرفا لهم من الفخ الذي نصبوه لانفسهم بدخولهم الى سوريا.
الدكتور سمير تقي مدير مركز الشرق للبحوث