أخبار الآن | السويداء – سوريا – (خاص)
يتوقع بعض اهالي مدينة السويداء أن الخطر على المدينة من الجيش الحر الذي أكد مرارا وتكرارا عبر بياناته وتصرفاته على الارض انه لا يريد مواجهة مع السويداء وكل مخططاته العسكرية تنحصر في التخلص من القطع العسكرية التابعة للنظام وكان اهمها مطار الثعلة العسكري الذي كانت مدفعيته تقصف يوميا قرى ام ولد والكرك الشرقي وكان لابد من ايقافها لحماية المدنيين اولا ولتسهيل التقدم نحو الشمال ثانياً.
في حين يتغافل ابناء المدينة عن الخطر الحقيقي الذي يعد له النظام ومعه المجموعة الدولية التي ينسق معها من تحت الطاولة لضرب المدينة بشكل دومي، فعلى ما يبدو أن سياسة النأي بالنفس التي اتبعتها مدينة السويداء خلال السنوات الأربع الماضية لم يجعلها تبعد مؤخراً عن دائرة الاحداث والمعارك التي باتت قريبة منها، فالمخطط الذي سعى نظام الأسد الى تطبيقه مع درعا عبر اشعال حرب اهلية وطائفية لم يعد نافعاً نتيجة الوعي والقوة الاجتماعية بين المدينتين، فقد باتت اجهزة المخابرت السورية على علم تام ان سيناريو الحرب الاهلية بين المدنيتين لم يعد ممكناً.
خطط النظام لمدينة السويداء باتت اكثر دموية، فهو وفقاً لمعلومات ومصادر خاصة قد ينسحب من المدينة بشكل تدريجي وخلال وقت قريب تاركاً المدينة لحرب قد تستمر وقت طويل مع تنظيم داعش الذي رسم له خطوطه وطرق امداداته حتى شمال المدينة.
لنأتي الى المعلومات المتوفرة وبشكل تفصيلي ومع الخرائط المرافقة:
بالنظر الى الخريطة المرفقة رقم ( 1 ) مع هذه المادة نبدأ بنقطة التجمع الاولى لمسلحي التنظيم في قرية "الاصفر" التي تقع شمال السويداء والتي تعد الخط الاول لتجمعهم وهم من بدو المدينة كانوا في البداية من اتباع النظام السوري وأهم شبكات تدير تجارة المخدرات نحو الجنوب للاردن باشراف وتقاسم للحصص مع المسؤولين الامنيين في مدينة السويداء ودمشق والذي بسببهم اندلعت اشباكات عام 2000 م بعد اعتداء قام من قبلهم على احد شبان قرى السويداء وقامت قوات نظام الاسد بالتدخل وكاد أن يقصف السويداء حينها بالطيران، هؤلاء البدو تحولت تبعيتهم من النظام الى داعش وقد اعلنوا مبايعتهم لداعش من عدة اشهر ورفعت اعلام تنظيم داعش في مناطقهم.
القرية الثانية وحسب الخريطة رقم ( 2 ) هي قرية" القصر" وهي التجمع الثاني لهم وفيها بدأ تجميع السلاح والعتاد المتوسط والثقيل حيث اكد سكان القرى المقابلة لهم عن مشاهداتهم اربع دبابات روسية الصنع كانت لقوات النظام واصبحت بين ايديهم بالاضافة الى رشاشات ثقيلة محملة على سيارات واعلام تنظيم داعش مرفوعة في القرية علنًا بالرغم من انها تقع تحت اعين قوات نظام الاسد ومن السهل قصفها عبر مطار خلخلة العسكري الواقع شمال مدينة السويداء والذي يقصف مناطق الجيش الحر في درعا متناسياً وجودهم في القرية.
وفي الخريطة رقم 3 وبالنظر الى "مناطق عبور داعش" الموجودة في الخريطة "نجد ان عناصر التنظيم يتنقلون وبشكل واضح من خلال( خط السويداء – دمشق ) نحو نقطتهم الثالثة الموجودة على اطراف منطقة اللجاة حيث اسسوا لهم قاعدة ثالثة ( مرفق الموقع في الخريطة) والملفت ان نقطة العبور هذه هي مقابلة لحاجز تابع للمخابرات الجوية مباشرة والتنقل حسب مشاهدات اهل القرى المحيطة يتم بسلاسة ومن دون اي صدام يذكر من قبل عناصر الحاجز ولا حتى من قبل طيران الاستطلاع التابع للنظام حيث انهم نقلوا مؤخرا دبابتين من نوع ( تي 55) نحو المقر الثالث لهم ضمن اللجاة بالاضافة الى اسلحة متوسطة وذخائر.
وبهذه الحالة اصبح عناصر التنظيم وبمجرد انسحاب النظام من المدينة قادرين على اغلاق طريق السويداء دمشق بشكل كامل وفرض سيطرتهم وفقا للمعلومات التي وصلتنا وبشكل يضع المدينة ضمن سياسة خانقة وكنوع من العقاب بعد تحجيم دور النظام في المدينة بالاضافة ان القرى التي تقع في الشمال مثل ( الحقف – تعلا – المتونة – الميماس ) في مواجهة مع التنظيم الذي باتت الامدادات تصله بشكل اقوى بعد سقوط مدينة تدمر.
وبالنظر للخريطة رقم ( 4) نجد ان الخط الواصل بين تواجد التنظيم في تدمر واول نقطة تجمع للتنظيم في شمال السويداء باتت سهلة عبر طريق صحراوية خاصة بهم كانت في السابق تعتبر طرق لتهريب المخدرات واليوم باتت طرق لتمويل التنظيم بالاسلحة والعتاد والمعلومات تؤكد انه ليس بالتسليح الكبير والملحوظ حتى اللحظة لكن ما يثير الخوف انه لا يمكن الاعتماد على مشاهدات ومعلومات فقط وخصوصا ان التنظيم يتبع سياسية صارمة في اظهار تحركاته الحقيقة لكونه يعتمد سياسة المفاجأة في قتاله.
حاليا لواء العمري الموجود في اللجاة هو اول من خاض معارك مع تنظيم داعش في منطقة اللجاة حيث يسعى اللواء الى منعهم من التوغل اكثر ضمن منطقة اللجاة المعروفة بطبيعتها الصخرية الوعرة والتي يصعب عليهم اخراجهم منها في حال استطاع عناصر التنظيم التوغل اكثر وبالتالي يصبحون على مقربة من قرى مدينة السويداء وبالتالي باتت عملياتهم في مهاجمة هذه القرى اتباع سياسة الكر والفر سهلة نظرا لكون اللجاة الصخرية تؤمن لهم حماية كبيرة في ذلك.
النظام ووفقا لمعلومات خاصة، قد ابرم اتفاقا على السماح بارسال 1000 مقاتل من مدينة تدمر نحو نقطة التجمع الاول للتنظيم في شمال السويداء مع 4 دبابات روسية الصنع لبدء شن هجمات على القرى التي تقع شمال المدينة وهي ( الحقف – متونة – تعلا – الصميد – دير الميماس ) وقد حصل اشتباك سابق منذ اسابيع بين عناصر التنظيم واهالي قرية الحقف وكان نتيجة مقتل حوالي 12 عنصر من التنظيم.
بالاضافة الى مساعدتهم على التوغل في اللجاة وبشكل يساعدهم على شن هجوم نحو مناطق سيطرة الجيش الحر في درعا والتوغل نحو الجنوب للحدود الاردنية دون نسيان قطع طريق دمشق السويداء بشكل نهائي ومحاصرة المدينة