أخبار الآن | دمشق – سورية – (آية الحسن)

أصبح من المعروف أن التدخل العلني والمباشر لقوات الحرس الثوري الإيراني وميليشيا حزب الله إلى جانب الأسد لقمع ثورة الشعب السوري، يقوم، في جذوره، على فكرة معاداة الأخر وتبخيس من قيمة المعتقدات الدينية القائمة عليها، مغلّفة ذلك تحت مسميات وطنية أخلاقية، خصوصاً بعد أن ترتب عليه توافد الأعداد الكبيرة من المقاتلين اللبنانيين والإيرانيين إلى جانب العراقيين وبعض الأسيويين من الطائفة الشيعية، وتشكيلهم للعديد من الميليشيات المسلحة مثل حزب الله السوري والعصائب وضمّها عددا كبيرا من قوات النظام للخدمة معهم، وقيامهم بتدريب وتهيئة شبان سوريين من الدفاع الوطني عن طريق بعثات تدريبية بالتنسيق مع النظام السوري على يد من يسمون بالحجاج. فقد عملوا على نشر شعاراتهم في قلب العاصمة حتى طغى على مدينة دمشق طابع تلك الثقافة بشكله الفج.

شعارات خضراء ومواكب سوداء ..

باتت مشاهدة العشرات من السيارات المطلية باللون الأخضر أو الأصفر مكتوب عليها عبارات مثل: (لبيك يازينب، زينب لن تسبى مرتين، لبيك ياحسين) أمر أشبه بالاعتيادي واليومي، فمثل هذه السيارات بدأت تأخذ أمكنة محددة لها في ساحات دمشق الرئيسة مثل ساحة المحافظة وساحة السبع بحرات ودوار البرامكة وهي تعد مناطق مكتظة بالمارة في أوقات النهار، عدا عن مجموعة الأغاني الدينية والتي تصدح بها مكبرات الصوت في هذه السيارات وتنادي بما يطلقون عليه "الثأر" وتلبية نداء الجهاد دفاعاً عن السبايا. يقود هذه السيارات عناصر مسلحة عراقية أو لبنانية وهي أشبه بخلية مخابراتية صغيرة تترصد المارة من سكان مدينة دمشق طوال الوقت.

ولن ننتهي عند ذلك بل أصبح هنالك مواكب تجوب العاصمة مؤلفة من خمسة "سيارات جيب" على الأقل تُوضع عليها الدوشكا يرافقها عدد كبير من الملثمين بأغطية رأس سوداء تخفي ملامحهم، مكتوب على السيارات عبارات مثل لبيك يا نصر الله ولبيك ياحسين.  

يخبرنا "صلاح. س" سائق ميكرو باص من خط كفرسوسه إلى دوار البرامكة عن مشاهدته لهذه المواكب أكثر من مرة تجوب الشوارع كل فترة، حيث بمرورها يتم إيقاف السيارات العامة والحافلات وتبعد الحواجز متاريسها لتفتح الطريق لموكب الملثمين السود إذا كان الشارع ضيقاً، مما يسبب أزمة مرورية خانقة زائدة على أزمة المرور في دمشق التي خلقتها الحواجز العسكرية ومزقت المدينة.

ويرى صلاح: "لا تستطيع تخمين الجهة التي سيذهب إليها هذا الموكب وبأية شوارع سينتشر، إلاّ أنك تدرك تماماً أنهم في طريقهم إلى إحدى الجبهات المحتدمة في دمشق أو ريفها لتقديم الدعم لقوات الأسد".

تجنيد عسكري إيراني ..

"علي. أ" متطوع سابق في الدفاع الوطني تلقى تدريباته على يد الحرس الثوري الإيراني في معسكراتهم القائمة على طريق مطار دمشق الدولي، والذي أصبح تحت سيطرتهم بشكل كامل، يخبرنا أن: "بعض العناصر من الحرس الثوري كانت تأخذ على عاتقها تبيان وإيضاح الهدف الأسمى لهم من القدوم إلى سوريا من خلال تكريسهم لشعارات وأغاني يطلقوها في شوارع دمشق عن عمد، لمحاولة شد أكبر عدد من المواطنين للوقوف إلى جانبهم، وما من مشكلة إذا وصل الأمر لإدخالهم في عقيدتهم، فهم إلى جانب مساندة الأسد في حربه، يرغبون بنشر تعاليمهم الدينية بين كل المقاتلين".

تبدأ المغريات من الأجور المرتفعة والتي تبلغ 50 ألف ليرة سورية إلى جانب تعهد الحزب بأن يكون مسؤولا عن عائلات المقاتلين وامدادهم بكل ما يحتاجوه من مال وطعام وتأمين مسكن ملائم وكل ذلك مقابل أن تصبح تابعاً لولاية الفقيه، ومقاتلاً شرساً على الجبهات.

من ناحية أخرى، ومن خلال وضع الرموز الدينية المختلفة، خلعات خضراء وسيف وشعار حزب الله، يمكنك رصد انجذاب معظم شباب دمشق نحو التصريح بالانتماء الديني إليهم كدلالة على أنهم تحت حماية حزب أو الحرس الثوري الإيراني.

تعددت الوسائل والأساليب التي تعتمدها الميليشيات الطائفية المحتلة لسورية، في محاولة لترسيخ للكراهية بين أبناء الشعب السوري وزرع الفتن المذهبية.