أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة – (اختيارات المحرر)

مازالت الضربة التي تلقاها تنظيم القاعدة بمقتل زعيمه في اليمن ناصر الوحيشي تثير عاصفة من الشكوك والتساؤلات حول مدى الاختراق الذي تعرض له التنظيم، ليس فقط من قبل أجهزة الاستخبارات المختلفة، وإنما أيضا من التنظيمات المنافسة، وتحديدا تنظيم داعش.

وكان الوحيشي الرجل القيادي في تنظيم القاعدة، قد سقط قتيلا مع اثنين من مساعديه خلال غارة امريكية، تشير المصادر الى انها حدثت الجمعة قبل الماضي بمدينة المكلا في محافظة حضر موت اليمنية.

وربط البعض بين الاستفادة التي سيحصل عليها تنظيم داعش من مقتل الوحيشي، والشكوك حول وجود جواسيس له داخل تنظيم القاعدة، وهو ما جعل اصابع الاتهام تشير إلى داعش في تسريب معلومات عن الوحيشي من أجل التخلص منه.

داعش المستفيد من مقتل الوحيشي

فيريان خان مديرة تحرير مركز "كونسورسيوم" لابحاث وتحليلات الارهاب الذي يتخذ من ولاية فلوريدا الامريكية مقرا له، ترى ان تنظيم داعش لديه من الاحلام التوسعية التي تجعله يمتلك رغبة كافية لاضعاف القاعدة من اجل السيطرة على المناطق التي تقع سيطرتها.

واستدلت خان في تصريحها لشبكة "فوكس نيوز" على ما سبق وان اعلنه تنظيم القاعدة في نهاية ابريل الماضي عن اكتشاف جواسيس يعتقد ان لديهم علاقة مع داعش قاموا بزرع اجهزة تتبع داخل سياراته.

واعدم تنظيم القاعدة سعوديين، بعد اتهامهما بزرع شرائح ترشد الطيران الامريكي الى اهدافه، احدهما يدعى حسام الخالدي يدير شبكة الحسام الخاصة باخبار القاعدة في اليمن، ويدعى الاخر ابو عمر المطيري.

ولم يختلف حديث خان كثيرا مع ما صرح به ماثيو هينمان رئيس معهد جين لدراسات الارهاب والجماعات المسلحة، والذي يؤمن بان داعش هو المستفيد من مقتل الوحيشي، ويرى انه تنظيم اكثر وحشية واشد قسوة من القاعدة، ويمكنه فعل اي شيء دون رحمة، واستطاعوا احتذاب جحافل من المقاتلين في سوريا.

"داعش- القاعدة" صراع اشبه بالتنافس التجاري

وترى جاسمين اوبرمان الباحثة في مركز تحليل وبحوث المنظمات الارهابية، ان داعش والقاعدة ينتميان الى نفس الفكر المتطرف، لكن بينهما خلاف ايدلوجي، وعلى خلفيته انفصلت داعش عن القاعدة، واصبح الصراع بينهما اشبه بالتنافس الذي يجري بين الشركات مثل "ابل وسامسونج"، و"اديداس ونايك" ويحاول كل منهما الحصول على حصته.

واضافت: "اذا كانت داعش تمتلك معلومات دقيقة عن اماكن تواجد قادة تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية، فان ذلك يعني انها ستستخدم ذلك لصالحه بالبدء بتنفيذ هجماتها الخاصة والتوسع في اليمن، وكذلك بالاعلان عن مسئوليته في مقتل قادة القاعدة في جزيرة العرب".

داعش والقاعدة يحاكيان أجهزة الاستخبارات

بحسب دراسة نشرها مركز بيروت لدراسات الشرق الاوسط لجاسم محمد الباحث في قضايا الارهاب والاستخبارات، فان تنظيمي القاعدة وداعش يحاكيان تشكيلات وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية في ادارة عملياتها وتنظيمها. 

فتنظيم القاعدة المركزي بعيدا كل البعد عن حرب العصابات وعن المجموعات المسلحة الاخرى، فتلك المجموعات المسلحة تختلف عن القاعدة باعتمادها العمليات الجهادية او التعرضية والتصفية للخصم، التي تكون على شكل تنظيمات صغيرة عكس تنظيم القاعدة وداعش وربما جبهة النصرة التي تقوم عملياتها على اساس حرب المعلومات الاستخبارية.

 وهذه التنظيمات تعتمد على جهاز امن داخل التنظيم والذي يكون مسؤولا عن امن مقاتليه ومتابعتهم واخضاعهم للتدقيق والمراقبة، فهنالك داخل التنظيم سلسلة مراجع ادارية استخبارية، مسؤولة عن امن المعلومات والافراد واعتماد الجهد الاستخباري، اي جمع وتحليل المعلومات وتوظيفها، وهي ذات فكرة وكالات الاستخبارات عند الدول.