أخبار الآن | حلب – سوريا – (محمد وسام)
يطل شهر رمضان على مدينة حلب هذا العام، وقد غابت عن شوارع المدينة أجواء هذا الشهر الفضيل والبهجة الرمضانية التي اعتاد الحلبيون اضفائها على أحياء مدينتهم.
فالارتفاع المتواصل لسعر صرف الدولار أمام الليرة السورية واستمرار أزمة المحروقات التي نتج عنها ارتفاع كبير في أسعار المواد الأولية، كل ذلك جعل من تأمين الحاجات اليومية للمواطن الحلبي أمرا بالغا في الصعوبة.
يأتي هذا فيما يستمر اغلاق المعابر الحدودية مع تركيا، كما شكل منع تنظيم داعش إدخال المحروقات إلى مدن وبلدات المنطقة، سببا آخرا في تضييق الخناق على القسم المحرر من حلب.
يقول أبو الزين وهو أب لخمسة أطفال: "بدلا من أن ننشغل في هذا الشهر الفضيل في العبادات والطاعات أصبح جل اهتمامنا وتفكيرنا بكيفية تأمين قوت أطفالنا اليومي، حتى الماء البارد في ظل الحر الشديد غاب عن مائدة إفطارنا بسبب توقف المولدات الكهربائية".
يؤكد أبو الزين أن الوضع المعيشي صعب جدا في حلب فبعض المواد أصبحت للنظر فقط لكثير من العائلات الحلبية حسب تعبيره، فيما حمل جزء من مسؤولية أوضاع الأهالي إلى المنظمات الإغاثية التي تتبع سياسات تتعلق بتعداد أفراد العائلة ما ينجم عن حرمان العديد منها حسب وصفه.
الأسواق في مدينة حلب شهدت ركودا واضحا في أول أيام رمضان، فلا إقبال على شراء مستلزمات المائدة الرمضانية الشهيرة كـ (اللحوم، الدجاج، والمشروبات إضافة إلى الحلويات والمعجنات) وذلك بسبب الارتفاع الشديد في أسعارها.
في حديثه لأخبار الآن قال أحمد نذير وهو ناشط يعمل في إحدى المنظمات الإغاثية أن حلب تمر بأزمة اقتصادية وإنسانية صعبة تعود أهم أسبابها إلى محاولة تنظيم داعش وقوات النظام حصار المدينة بكافة السبل.
وأشار نذير إلى الجهود التي تبذلها منظمات الإغاثة قائلا "نسعى جاهدين للوصول إلى كافة العائلات التي تحتاج المساعدة، الحاجة كبيرة جدا لكننا نبذل ما بوسعنا".
وأكد نذير على ضرورة التعاون والتنسيق بين كافة المنظمات والجمعيات الإغاثية، بغية أن يستفيد جميع المحتاجين والوصول قدر الإمكان إلى العدل بين مناطق مدينة حلب.
حلب اليوم تعيش بين حصار داعش الذي منعت وصول المحروقات إلى أهاليها من جهة، والأسد الذي تستمر قواته بحرقها البشر والحجر بجحيم البراميل المتفجرة من جهة أخرى.
يقول الناشط الميداني بكري الزين واصفا ما وصلت إليه مدينته حلب "ما عادت الغوطة ببعيدة اليوم، أضحى كل من في الشمال عاجزا ومحاصرا بأمر من البغدادي المستبد".