أخبار الآن | ريف إدلب – سوريا – (أحمد عاصي)
أضاف انقطاع الوقود عن المناطق المحررة مأساة جديدة لم تكن في الحساب مع دخول شهر رمضان المبارك فبعد القصف والدمار الذي أصاب الأهالي في المناطق المحررة جاء انقطاع الوقود ليزيد معاناتهم حيث توقفت معظم الأفران والمشافي وسيارات النقل والمشاريع الزراعية وكل المشاريع والمؤسسات الخدمية التي يعتبر الوقود عصبها الأساسي.
وكان السبب الأساسي في انقطاع الوقود تنظيم داعش حيث منع التنظيم سيارات النقل التي تتوجه من مناطق تواجد آبار النفط الواقعة تحت سيطرته إلى المناطق المحررة بشكل كامل ويقول ( س) أحد تجار المازوت الذي كان يأتي بالنفط من أماكن سيطرة التنظيم ويبيعه في المناطق المحررة والذي لا يزال محتجزا في منطقة الباب : إن تنظيم داعش منع النفط على المناطق المحررة ومحافظة إدلب على وجه الخصوص وقام باحتجاز كل السيارات والصهاريج التي تقوم بنقل النفط إلى محافظة إدلب وأكد التاجر أن أمير في تنظيم داعش قال سيركب المرتدين الحمير ويقاتلون عليها وسيبقى المازوت مقطوع عن إدلب حتى نرى المرتدين يجرون الدبابات بالخيول والحمير (ويقصد بالمرتدين الثوار).
وأضاف التاجر أنه بعد وصوله إلى مدينة الباب ومعه سيارات مليئة بالنفط أوقفته دورية تابعة لتنظيم داعش وطلبت منه العودة إلى المكان الذي ملأ منه الوقود وتفريغ السيارات من حمولتها إن كان يريد الوصول إلى ريف حلب لأنه يمنع منعا بات على أي شخص يحمل مادت المازوت او البانزين التوجه إلى المناطق المحررة أي كانت الأسباب ويؤكد التاجر أنه وعدد من تجار المازوت الآخرين ما زالوا محتجزين وسياراتهم في منطقة الباب ولا يسمح لهم بالمغادرة حتى يقوموا بتفريغ حمولة سياراتهم.
ومن جهة ثانية يقول أبو عمار مسؤول أحد المشافي في محافظة إدلب أن المشفى يكاد يتوقف عن العمل بالكامل باستثناء بعض الحالات الإسعافية البسيطة إضافة إلى أن عدد من الادوية التي لا يمكن أن تحفظ بدون برادات أصبحت عرضة للتلف نتيجة انقطاع مادة المازوت عن المشفى بشكل كامل وإن استمر الوضع على ما هو عليه اسبوع آخر سيتم اغلاق المشفى بشكل كامل.
ويضيف مصطفى أحد مزارعي إدلب أن موسم الخضار شارف على البدأ ولكن انقطاع مادة المازوت أدى إلى عدم مقدرته على سقاية المشروع منذ أسبوع وأن الخضار لا تحتمل العطش أكثر من اسبوع وإن بقي الحال على ما هو عليه سيؤدي إلى موت المشروع بالكامل وهذا حال معظم المزارعين والمشاريع الزراعية في المحافظة وإن لم يتم تدارك هذا الأمر ستفقد الخضرة وعدد من المواسم الزراعية من أسواق المحافظة بشكل كامل
ولم تقف مأساة انقطاع النفط عند هذا الحال بل تعدتها إلى معظم القطاعات والجوانب الخدمية المتوفرة في محافظة إدلب وريف حلب المحرر حيث أعلنت إدارة الدفاع المدني عن توقف معظم طواقمها عن العمل نتيجة انقطاع مادة الوقود ووجهوا نداء استغاثة إلى كافة الهيئات والمنظمات والجهات الاغاثية للعمل على تدارك هذا الأمر قبل أن تقع كوارث إنسانية.