أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة – (المفوضة السامية لشؤون اللاجئين)

رحلات بحرية محفوفة بالمخاطر ، يغامر فيها آلاف السوريين بحياتهم للوصول الى اوروبا ، الهرب من الموت تحت القصف او ذبحا، ثمنه كل مدخراتهم ، لكن حتى في اراضي اللجوء الموت ابطأ كما يصفه السوريون فالعدد الكبير للاجئين لا تستوعبه مراكز الإستقبال ، و هو الحال في جزيرة لامبيدوزا الإيطالية 

 لامبيدوزا احدى الجزر الصغيرة الواقعة قبالة سواحل ايطاليا ، تشتهر بكونها مقصدا سياحيا في فصل الصيف اما بالنسبة ل,لئك الفارين من الحرب و الفقر فهي بوابة عبورهم الى اوربا وصل ما يزيد عن 13000 شخص الى هذه السواحل و قد لقي الكثيرون حتفهم لدى محاولتهم العبور هذه القوارب تروي قصصهم ، اما الناجون من تلك الرحلات ، فيتم وضعهم مباشرة في مركز الإستقبال الوحيد في الجزيرة يكتض اكثر من 700 شخص في مرفق يتسع ل250 فردا فقط 

يختلط شباب من كافة انحاء افريقا مع عائلات سورية يشتركون جميعا في الحلم ، الأمان و الإستقرار في اوربا .
ابو رامز غادر سوريا منذ اكثر من عام ، كان من اصحاب الأعمال التجارية الصغيرة ، بيد ان الصراع عطل كل ذلك ، و لم يعد ابو رامز قادرا على اعالة اسرته ،انفق مدخراته القليلة في الرحلة التي قطعها من ليلبيا و لكن ارتياحه عند الوصول الى اوربا تبدد سريعا عندما رأى الأحوال هناك ،
ابو رامز اللاجىءيقول : العيش صعب هنا كلنا متعلمون دكاترة و اساتذة و مثقفون و كلنا اصحاب مهن لسنا هنا من اجل خلق المشاكل و لكن لقد كتبو هنا 72 ساعة و انا كل نهاية شهر يجب ان ارسل مبلغا من المال الى اسرتي الى اختي الى والدي و لكن من اين ؟

لم يعد هناك مكان غير شاغر ينام الشباب حيثما يستطيعون في الممرات و تحت الدرج ، على العائلات ايضا التحمل وسط هذه الاجواء الصعبة ، نجوى من سوريا قامت بهذه الرحلة الخطرة منذ عشرة ايام برفقة زوجها و اربعة ابناء تقول انها بحاجة الى علاج طبي لكليتيها 
تقول نجوى اللاجئة  : و الله العظيم ربنا ستر و لم نمت القارب كان صغيرا و كنا نحو 350 راكب و كنا نجلس هكذا ، لا يوجد مكان لمد الرجلين ،ايدينا و ارجلنا مشدودة الى البطن ،و كنا ندعو الله، اللحظة الأخيرة كنا نتوقع الغرق 

نجوى تعرف مخاطر الرحلة و لكن ما من سبيل للعودة 
تقول نجوي: اضطريت ان اخاطر بحياتي و حياة اولادي و اركب البحر و السفينة فقط للوصول الى اوربا و اتعالج و ادخل اولادي الى المدارس ،و نعيش مثل الناس و لا نريد اي شيء 
تدهور الوضع مع بدء هطول الامطار ، تشعر المفوضية بقلق بالغ ازاء الظروف المعيشية في المركز 

و لكن بالنسبة لكثير من اللاجئين الذين بقوا هنا اليوم لم يعد الإنتظار محتملا 
ابو رامز يقول : هذه الدمعة التي نزلت ، انا ابني يتحدث معي عبر الهاتف فقط لا يعرفني يعرفني من الهاتف فقط انا هارب من فترة و ابني لا يعرفني 

كل يوم يقضونه في المركز يعد يوما ضائعا ، انه يوم اخر لأطفال نجوى و هم بعيدون عن المدرسة ،يوم اخر لا يستطيع فيه ابو رامز العمل لإعالة اسرته او ان يجمع شملهم معا      

رحلات بحرية محفوفة بالمخاطر ، يغامر فيها آلاف السوريين بحياتهم للوصول الى اوروبا ، الهرب من الموت تحت القصف او ذبحا، ثمنهُ كلُ مدخراتهم ، لكن حتى في اراضي اللجوء الموت ابطأ كما يصفه السوريون فالعدد الكبير للاجئين لا تستوعبه مراكز الإستقبال ، و هو الحال في جزيرة لامبيدوزا الإيطالية