أخبار الآن | باريس – فرنسا – (أ ف ب) 

يعقد الائتلاف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش اجتماعا في باريس لمراجعة استراتيجيته بعد فشل الاف الغارات التي شنتها مقاتلاته خلال عشرة اشهر في وقف تقدم المتطرفين.

ومن المفترض ان يتيح الاجتماع الذي يحضره رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ووزراء وممثلون عن منظمات دولية "التباحث حول استراتيجية الائتلاف" التي تقوم حاليا على شن غارات وتدريب الجنود العراقيين او مقاتلين من المعارضة السورية المعتدلة، بحسب وزارة الخارجية الفرنسية.

واعلن مسؤول اميركي رفض الكشف عن هويته  ان الاجتماع سيتناول ايضا خطط الحكومة العراقية لاستعادة السيطرة على الرمادي من ايدي داعش. وقال هذا المسؤول "لن يكون اجتماعا روتينيا. لقد اتينا للتباحث مع العبادي حول خططه لتحرير الرمادي ومحافظة الانبار".

 ومن المفترض ان يعرض العبادي على اعضاء الائتلاف ما تعتزم حكومته القيام به لاستعادة الرمادي ومحافظة الانبار وماهية المساعدة التي يمكن ان يقدمها له شركاؤه الدوليون.
              لكن الغارات لم توقف "الشاحنات المحشوة بالمتفجرات" التي يستخدمها الانتحاريون في التنظيم بشكل متزايد. وعمليات التدريب لم تحل دون تراجع الجيش العراقي في الرمادي.

 وتامل السلطات العراقية بتعبئة العشائر السنية لاستعادة الانبار ونشر وحدات من الشرطة تحت قيادة جديدة وارسال مساعدات عاجلة لاعادة اعمار المناطق التي تتم استعادة السيطرة عليها والتأكد من ان كل الميليشيات الشيعية تعمل تحت سلطة بغداد.
              
وشدد المسؤول الاميركي على ان خطة الحكومة العراقية تضع في رأس اولوياتها فرض سلطة الدولة على كل الميليشيات الشيعية التي تقاتل الى جانبها.
              
وفي هذه المنطقة التي تقطنها غالبية سنية لا تزال هناك ميليشيات شيعية مدعومة من طهران خارجة عن سيطرة الحكومة العراقية، ما يعزز مخاوف الولايات المتحدة من دور ايراني في تأجيج التوترات المذهبية في النزاع.
              
وتضطلع قوات الحشد الشعبي التي تضم مجموعة فصائل شيعية ومتطوعين، بدور رئيسي في القتال ضد عناصر تنظيم داعش في العراق.
              
ويثير دور هذه الميليشيات التي تدعمها طهران قلق واشنطن.
              
وشدد المسؤول الاميركي على "ضرورة ان تكون كل القوات خاضعة لقيادة وسلطة الحكومة ورئيس الوزراء العراقي. هذا احد العناصر الاساسية للخطة".
              
وفي الساعات ال24 الماضية واصل الائتلاف غاراته على مواقع للمتطرفين  في العراق خصوصا في الانبار وفي محافظة الحسكة (شمال شرق سوريا).
              
واعلن رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري لوكالة فرانس برس ان "ضربات التحالف مهمة لايقاف توغل تنظيم الدولة الاسلامية لكنها لا تحسم المعركة".
              
والاثنين قتل ما لا يقل عن 37 عنصرا من قوات لامن العراقية و"الحشد الشعبي" واصيب العشرات بجروح في هجوم انتحاري استهدف مقرا للشرطة الاتحادية غرب مدينة سامراء شمال بغداد، بحسب مصادر طبية وامنية.
              
وقال طبيب في مستشفى سامراء ان "القتلى غالبيتهم من رجال الشرطة"، مشيرا الى سقوط 33 جريحا.
              
ولم تعلن اي جهة مسؤوليتها عن الهجوم الا ان طريقة التنفيذ تشبه الى حد كبير هجمات اخرى للمتطرفين الذين يستولون خلال تقدمهم في العراق على عربات مدرعة ودبابات تتخلى عنها القوات العراقية خلال انسحابها.
              
واستخدم الجهاديون قرابة 30 "شاحنة محشوة بالمتفجرات" للسيطرة على الرمادي مركز محافظة الانبار في 17 ايار/مايو.
              
وتقع القاعدة التي استهدفها هجوم الاثنين في منطقة عمليات القوات الحكومة العراقية والميليشيات الشيعية التي تسعى الى قطع طرق امداد تنظيم داعش في محافظة الانبار.
              
واطلقت القوات العراقية و"الحشد الشعبي"، فصائل شيعية تقاتل الى جانب القوات الحكومية، في 26 ايار/مايو عملية "لبيك يا حسين" التي تغير اسمها لتصبح "لبيك يا عراق" لمحاصرة الرمادي، لانهاء سيطرة تنظيم داعش.
              
وتمكنت القوات العراقية بمساندة الحشد الشعبي ومقاتلي العشائر، خلال الايام القليلة الماضية من فرض سيطرتها على مناطق حول الرمادي، مركز محافظة الانبار.
              
وفي العراق حقق  تنظيم داعش انتصارا كبيرا في 17 ايار/مايو مع الاستيلاء على الرمادي كبرى مدن محافظة الانبار. وفي سوريا دخلوا في 21 ايار/مايو مدينة تدمر الاثرية (وسط) المدرجة على قائمة التراث العالمي لليونيسكو.
              
واثارت هذه الانتصارات تساؤلات حول استراتيجية التحالف الدولي الذي شكلته واشنطن بعد الاختراقات التي حققها التنظيم المتطرف منتصف 2014. وبسبب رفضه نشر قوات على الارض، يقوم التحالف بشن غارات جوية (حوالى اربعة الاف غارة خلال 10 اشهر) وتدريب جنود عراقيين للعمليات الميدانية (10 الاف رجل).