أخبار الآن | السودان – جوبا – (رويترز)
أعلن مسؤولون بالأمم المتحدة أن أعدادا كبيرة من المدنيين قتلوا واغتصبت نساء وأجبر سكان على النزوح عن منازلهم بعد إحراقها في أحدث موجة من تصاعد القتال في جنوب السودان.
وقال توبي لانزر منسق الأمم المتحدة للشؤون الانسانية في جنوب السودان في بيان "العمليات العسكرية في ولايتي الوحدة وأعالي النيل خلال الأيام الثلاثة الأخيرة على وجه الخصوص أدت مرة أخرى الى إزهاق أعداد لا حصر لها من الأرواح".
وقال البيان دون الإشارة إلى أي من الطرفين المتحاربين "تشير روايات شهود العيان إلى عمليات موجهة للاغتصاب وقتل المدنيين بما في ذلك الأطفال".
وأضاف "أناشد جميع ضباط القيادة التأكد من أن مقاتليهم يحمون المدنيين ويحترموهم بمن في ذلك عمال الاغاثة المحليون والدوليون وممتلكاتهم".
وقال إن الموجة الأخيرة من القتال تركت أكثر من 650 ألفا من المدنيين بلا معونة. وفي ولاية الوحدة أحرقت آلاف المنازل فيما يتعرض مستشفى في بلدة لير لخطر التدمير.
ويشهد جنوب السودان الذي استقل عن السودان في 2011 صراعا منذ ما يقرب من 18 شهرا بين القوات الموالية للرئيس سلفا كير والمتمردين المتحالفين مع نائبه السابق ريك مشار.
وتوصل الجانبان لاتفاقات لوقف لإطلاق النار أكثر من مرة لكنها انهارت وتبادل الجانبان الاتهامات بشأن ذلك وكان آخرها اتفاق لوقف إطلاق النار توصلا إليه في مطلع فبراير شباط.
ونكأ الصراع جراحا عرقية بين أهالي قبيلة الدنكا التي ينتمي لها كير وقوات مشار التي ينحدر معظمها من قبيلة النوير.
وأعلنت قوات المتمردين انها كبدت القوات الحكومية خسائر فادحة خلال القتال الذي استمر ثلاثة ايام في ملكال عاصمة ولاية أعالي النيل المنتجة للنفط.
وقال لوني نجوندينج المتحدث باسم المتمردين لرويترز إن قوات المتمردين أسقطت طائرة هليكوبتر عسكرية كانت قد أرسلت لمهاجمة مواقع المتمردين يوم الأحد.
وقال "القوات الحكومية فقدت جنودا كثيرين." ولم يتسن الوصول إلى متحدث باسم الحكومة للتعليق.
وقال لانزر إن قتالا يدور خارج موقع لحماية المدنيين تابع للأمم المتحدة في ملكال ما أدى إلى إصابة مدنيين.
وقالت الهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق أفريقيا (ايجاد) وهي المجموعة الإقليمية التي تتوسط في الأزمة إن المتمردين تحالفوا مع ميليشيا من قبيلة الشيلوك التابعة للجنرال جونسون أولوني لمهاجمة المواقع الحكومية في ملكال وحولها.
ولم يتضح على الفور إن كان الميجر جنرال أولوني الذي يعمل مع جيش الحكومة انضم رسميا إلى صفوف المتمردين. وقال نجوندينج إن المتمردين وقوات أولوني يشاركان في السيطرة على البلدة.
وقالت ايجاد إنها تشعر بخيبة أمل شديدة لانتشار العنف "في أعالي النيل وتدين بشدة هذا الانتهاك الخطير لاتفاق وقف الأعمال القتالية."
وملكال مركز توزيع المساعدات الإنسانية لنحو 245 ألف شخص شردهم الصراع.
وندد مجلس الأمن الدولي بتجدد القتال وقال في بيان يوم الأحد "يندد أعضاء مجلس الأمن بأشد العبارات الانتهاكات المتكررة لاتفاق وقف الأعمال القتالية."