الآن | الانبار – العراق – (وكالات)
أعلن قائم مقام الرمادي بمحافظة الأنبار، دلف الكبيسي، السبت، عن انسحاب مسلحي "داعش" من المجمع الحكومي بسبب القصف الجوي العنيف على مواقعهم داخل المجمع، فيما بين أنهم اتخذوا "مواقع بديلة" قرب المجمع ويتنقلون بين ساعة وأخرى.
وقال الكبيسي إن "المتطرفين انسحبوا من المجمع الحكومي في مدينة الرمادي نتيجة قيام طيران التحالف الدولي والعراقي بشنّ غارات جوية عنيفة على مواقعهم داخل المجمع"، مبيناً أن "المجمع حالياً خال من أي عناصر من داعش".
وفي سياق متصل، أفاد مصدر أمني في محافظة الأنبار، السبت، بأن القوات الأمنية تمكنت من صد هجوم لتنظيم "داعش" بثلاث سيارات مفخخة على مقر اللواء الثامن في الرمادي، والقوات الأمنية المتواجدة حوله.
وبيّن أن "تلك القوات قامت بإطلاق صواريخ مضادة للدروع وتدمير السيارات وقتل الانتحاريين فيها"، وأضاف المصدر أن "تدمير السيارات خلّف انفجارا كبيرا أدى إلى إصابة عدد من القوات الأمنية، وإلحاق أضرار بعدد من منازل المواطنين".
وكان البيت الأبيض، قد أعلن صباح السبت، أن واشنطن وبغداد اتفقتا على حشد المقاتلين القبليين بالتنسيق مع قوات الأمن العراقية لمواجهة "داعش" في محافظة الأنبار، التي استولى مقاتلو التنظيم على عاصمتها الرمادي، أمس الجمعة. وقررت الولايات المتحدة في الوقت ذاته رفع مستوى إمداداتها العسكرية لحكومة حيدر العبادي، وتزويد قوات الجيش والأمن العراقي في صورة عاجلة بصواريخ محمولة على الكتف ومعدات عسكرية ثقيلة".
وأفاد البيت الأبيض، في بيان، عقب اتصال هاتفي أجراه نائب الرئيس الأميركي جو بايدن بالعبادي؛ أن الجانبين اتفقا كذلك "على توحيد الجهود بين جميع الطوائف العراقية، لمقاتلة داعش"، وهي عبارة تعني بشكل رئيسي إشراك القبائل السنية ذات الوجود القوي في محافظة الأنبار، التي يعتقد البيت الأبيض أنها "قادرة على تطهير مناطقها من الدخلاء".
وكان البيت الأبيض قد استشعر الخطر منذ بدء تقدم مقاتلي داعش نحو الرمادي، فسارع بايدن الممسك بالملف العراقي في البيت الأبيض إلى الاتصال بالعبادي لتطمينه أن الولايات المتحدة قررت رفع مستوى إمداداتها العسكرية لحكومته. وعلى ضوء ذلك جاءت تصريحات العبادي المتفائلة.
وقال البيت الأبيض، إن "بايدن أعاد التأكيد للعبادي على استمرار الولايات المتحدة في دعمها لجهود الحكومة العراقية، في سعيها لإلحاق الهزيمة بتنظيم داعش .
وأبلغ نائب الرئيس رئيس الوزراء العراقي أن واشنطن سوف ترسل إمدادات سريعة لقوات الأمن العراقية، تتضمن (صواريخ AT-4) التي تحمل على الكتف، ومعدات أخرى لمواجهة السيارات المفخخة والعبوات الناسفة، فضلاً عن كميات من الذخائر الإضافية، وغيرها من الإمدادات التي تحتاج إليها القوات العراقية".
وسيطر "داعش"، أمس الجمعة على المجمع الحكومي وسط الرمادي؛ والذي يضم مديرية شرطة محافظة الأنبار ومقر ديون محافظة الأنبار ومكتب المحافظ ومقرات إدارية أخرى، بعد انسحاب القوات الأمنية منه نتيجة شدّة الاشتباكات، وتفجير العربات المفخخة من قبل مقاتلي التنظيم.
وبسيطرة "داعش" على المجمع الحكومي وأحياء ومناطق أخرى داخل الرمادي نتيجة الهجوم الواسع الذي شنّه أمس الجمعة، بات التنظيم قريباً من السيطرة على المدينة بالكامل، بحسب مصادر أمنية.