أخبار الآن | لبنان ـ البقاع ـ (لما فلاح)  

أمل امرأة سورية تعيش في مخيمات اللجوء في لبنان تبلغ من العمر ثلاثين عاما، من حمص عاصمة الثورة كما تقول ومن بابا عمرو تحديدا حي الصمود. كانت تعيش في هذا الحي مع زوجها مدرس اللغة العربية منذ فترة ولديهما ثلاث أولاد، أكبرهم عبد المجيد 12 عاما ومحمد 10 أعوام ونورا 7 أعوام.

قصة هذه المرأة بدأت مع دخول القوات التابعة للنظام إلى حمص وحي باب عمرو ووضع الحواجز في أحياء حمص ولسوء حظهم فقد اختار النظام مكان حاجز بالقرب من منزلهم.

تقول أمل لأخبار الآن: "عندما وضعوا الحاجز قام الجنود بمداهمة منزلنا والتعرف علينا، وكانوا قذرين وأنذال وليس لديهم أي شرف. ففي أحد الأيام وخلال ذهاب زوجي إلى العمل أوقفه أحد الجنود على الحاجز وقال له بكل وقاحة أريد زوجتك ليلة واحدة. هنا جن جنون زوجي وثار غضبه ذهب للضابط المسؤول عن الجندي، لكن المفاجأة أن الضابط ضحك وسخر من زوجي وأدرك زوجي أن هؤلاء ليسوا سوى عصابة تريد أن تنتهك عرضه".

تضيف أمل أن زوجها عاد للمنزل وأخبرها بما حدث معهم على الحاجز وطلب منها الانتقال وأولاده إلى بلدة أكثر أمنا، ولكن للأسف لم تمض تلك الليلة عليه.

وتكمل السيدة حديثها محاولة التغلب على دموعها التي بدأت تنهمر وهي تتذكر تلك الليلة السيئة كما تقول: "عند الخامسة فجرا أتى ضابط الحاجز وجنوده كسروا الباب واقتحموا المنزل بكل قسوة وأخذوا زوجي. قال له الضابط تعطيني زوجتك ليلة أو أذبحك فبصق زوجي بوجه الضابط وقال له اذبحني، وهذا ما حدث تم إنزاله للشارع وذبحه بدم بارد وأخذوا جثته لمكان مجهول لا نعرف حتى الآن ماذا حل بجثته".

مر يومان بعد تلك الليلة وأمل وأولادها لا يستطيعون الخروج من منزلهم من شدة الخوف إلى أن أتى شبيحة النظام واعتقلوها. صرخت كثيرا، توسلت لهم ولكن قلوبهم كانت أقسى من الحجر.

وتقول أمل: "صرخت لجارة مسنة لي أوصيتها بأولادي الذين تركتهم للمجهول، فأنا ضعيفة أمامهم، اصطحبوني الى مستودع لأحد البنايات القريبة التي كان الجيش قد احتلها وكانت مليئة بالجنود. وضعوني بالمستودع مغمضة العينين مربوطة الأيدي. وبعد نيف من الزمن أتى ضابط ذاك الحاجز عار من ثيابه وقام باغتصابي بكل عنف".

تقول أمل بحرقة ودموع: "لم يضربوني ولم يعذبوني ولكنهم اغتصبوني وانتهكوا شرفي بأقسى الطرق وأبشعها. بقيت في ذلك المستودع لمدة 3 شهور تقريبا، حزني على زوجي وخوفي على اولادي لم يفارقوني ابدا والمصيبة التي انا بها ألمتني كثيرا.  حوالي 50 جنديا أو أكثر اغتصبوني بأقسى الطرق على مدى ال 3 شهور وبعد أن شبعت مني الكلاب، رموني في الشارع شبه عارية ركضت الى منزلي ومن ثم الى جارتي العجوز فوجدت أولادي عندها، حضنتهم وبكيت كثيرا".

أمل اختصرت ما حدث في عبارة واحدة بالقول: "هؤلاء لم يكونوا جنودا للدفاع عن الوطن والشرف بل كانوا لانتهاك الشرف".

وتابعت: "قررت في تلك الليلة الخروج فأنا أحمل العار. جار لي استطاع تأمين سيارة أوصلتني الى الحدود مع لبنان، دخلت بطريقة غير شرعية من خلال طرق محفوفة بالمخاطر ووصلت مع أطفالي بسلام الى منطقة الفاعور اللبنانية في البقاع الأوسط. وفي أحد الخيم سكنت وأصبحت موطني منذ حوالي السنتين".

"صاحب الأرض وصاحب الخيمة لم يعطيني إياها مجانا ولكن أعطاني اياها مقابل ان اعطيه مبلغ من المال 500 دولار مقابل إيجار الخيمة لمدة سنة، لا مال ولا طعام لأولادي، بعض رجال الخير تصدقوا علينا ببعض الأغطية والفرش وجيران تصدقوا علينا بالطعام".

"وبما أن المنطقة التي أعيش بها زراعية، قررت العمل بالأراضي، وماهي الا ايام قليلة بدأت بالعمل ولمدة شهرين استطعت دفع إيجار خيمتي السنوية وتوقفت عن العمل، بعدها أصابني مرض شديد ناتج عن جرثومة بالدم كما قال الاطباء لم اعرف سببها أهي من الاغتصابات ام هي من البيئة ام هي من ذاك المستودع العفن".

أمل كشفت عن احتياجاتها من أجل البقاء، قائلة: "لأبقى على قيد الحياة ولأبقى مع اولادي قوية، ولعلاج هذا المرض أريد ابرة دواء شهريا بقيمة 200 دولار".

وتضيف: "أولادي عبد المجيد ومحمد كانوا يعملون معي ولكنهم توقفوا معي ايضا عن العمل فلا أستطيع إرسالهما وحدهما كي لا يستغلهم رب العمل. جمعية خيرية تكفلت بعلاجي في بادئ الامر ولكن منذ شهر اعتذرت بسبب عجزها عن تقديم المساعدة لي بسبب افلاسها".

هذا حال اللاجئة السورية امل المقيمة في لبنان منذ حوالي السنتين وهي تحمل في ذكرياتها الم وحزن. هي زوجة الشهيد الذي دافع عن عرضه وشرفه فقتلوه بوحشية ودم بارد.

أمل المريضة بلا علاج تعيش من صدقات جيران لها الآن فلا عمل لأولادها، تخاف من ان يضعفها المرض وتترك اطفالها الى المجهول فلا معيل لهم.

واختتمت أمل قصتها بالدعاء على جنود الأسد وشبيحته بعد أن دمروا حياتها وسلبوا زوجها وشرفها، مؤكدة أن هؤلاء ليسوا إلا جنود دعارة وقلة الشرف والدين.