أخبار الآن | دمشق – سوريا – (سيف الدين محمد)
يعيش النظام السوري في هذه المرحلة حالة من عدم التوازن بحيث أدخلته في نفق مظلم، بعد انسداد أفق بقاءه واستمراريته. ويعزو الكثير من المراقبين ذلك إلى جملة من الممارسات المتخبطة على المستوى الاقتصادي والأمني. فمن قرار تجديد الجوازات إلى قرار جديد بمنع سحب الأرصدة من البنوك يبدو النظام على وشك الاختناق الاقتصادي والسياسي.
خطوات وقرارات غريبة ..
تأتي الخطوات التي يسلكها النظام كدلالة على تخبطه وفقدان بوصلته وتحكمه بسياسته الداخلية. إذ تعيش الأجهزة الأمنية وكأنها مستقلة تعمل على هواها وقوانينها الخاصة.
تلقى أهالي مدينة دمشق مؤخرا قرارا يسمح لهم بحمل بطاقات أمنية يبروزنها عند مرورهم بالحواجز المتكاثرة كالسرطان في المدينة وضواحيها التي تحت سيطرة النظام. وهذه البطاقة هي "بطاقة عدم تعرض ومؤازرة"، تسمح لحاملها بالمرور الآمن من حواجز الجيش والفروع الأمنية وحواجز لجان الدفاع الوطني "الشبيحة"، وهي بذلك تحمي المواطن من "شرّ" الحواجز التي طالما اعتقلت الكثير من المواطنين دون سبب يذكر، وكذلك حواجز اللجان التشبيحية التي قامت بترهيب السكان والاستيرء على أموالهم. وتحميه كذلك من عمليات المداهمات والاعتقالات.
بطاقة الأمان .. للميسورين
يستطيع المواطن السوري في مدينة دمشق التقدم لإصدار بطاقة الأمان عن طريق طلب رسمي للجهة المختصة والمسؤولة عن البطاقت، وهي جهة أمنية، والتي تكون مهمتها التأكد من السجل الأمني بالبحث عن اسمه لدى الفروع الأمنية وإجراء "دراسة أمنية" عليه، كما هي العادة، تثبت عدم علاقته "بالإرهاب". وبعد وقت يستططيع الحصول عليها في حال كان ميسورا، لأن تكلفة البطاقة تبلغ حوالي(600) دولار أمريكي(ما يعادل مائتي ألف ليرة سورية حسب آخر صرف لسعر الدولار في سورية).
وقد بررت السلطات المختصة ارتفاع سعر البطاقة إلى أن ثمنها سوف يعود لصالح أبناء الشهداء.
ويرى الدكتور في كلية الاقتصاد في جامعة دمشق "ط.ع" أن:(هذه الخطوات هي مؤشر على قرب نهاية النظام. حين يضطر النظام إلى إصدار قرارات غير مفهومة من أجل تحصيل الأموال فهذا يعني أن سقوطه قد اقترب، وأن فرص التوازن الاقتصادي قد نفذت).
دهشة وفائدة ..
لا تزال قرارات النظام تثير الدهشة والسخرية، وهي الطريقة التي يحتال السوريون فيها على السوداوية التي تحيط بهم. فقد أطلق على هذه البطاقة في دمشق اسم "بطاقة الخواجات" لتشير إلى الثمن الباهظ لقاء الحصول عليها. يقول "مصطفى. ش":(أنا من سكان مدينة دمشق في أحد أحياءها الفقيرة، لو أنني أمتلك مبلغ البطاقة كنت قد فكرت بالهجرة خارج سورية والتخلص من الحواجز نهائيا).
من ناحية ثانية يرى الناشط الإغاثي "و. س" أن:(رغم ارتفاع سعر البطاقة فإنها قد تكون مفيدة في بعض الأحيان خصوصا في عمليات توصيل المواد الغذائية لبعض المناطق التي تعاني من حصار كلي أو جزئي).
وفي كافة الأحوال، يبدو أن النظام يلفظ أنفاسه الأخيرة مع الاختناق الاقتصادي الذي يعانيه،. ويبقى الشعب السوري مرابطا في انتظار صباح الحرية.