أخبار الآن | دمشق – سوريا (سوزان أحمد)
على مدى أربع سنين، لم تبق وسيلة إلا واستعملها نظام الأسد في قمع السوريين إذ بات يتفنن في اختراع وسائل للقتل والقمع لم يكن آخرها السيارات المفخخة ولا البراميل المتفجرة.
فقد استخدام النظام ورقة السيارات المفخخة والعبوات الناسفة سلاحًا فعالاً في ترويع وقتل عدد كبير من الأشخاص المؤيدين والمعارضين له لغياب القدرة العسكرية القادرة على حسم الأمور لصالحه، أو لكسب التعاطف والتأييد، أو لإخافة الأقليات، أو حتى لتشويه الثورة والتشويش على استحقاقاتها وإعادة بعض المناطق لسلطته.
"كنت أقف أمام باب المطبخ في منزلي عندما سمعت صوت انفجار مخيف وقوي" تقول أم كنان الناجية من انفجار مفخخة في مدينة التل بريف دمشق، وتتابع "تجمدت، لم أدرك ما الذي كان يحصل عندما بدأت النوافذ والأبواب بالتطاير أمامي."
وتتابع بذهول حديثها لأخبار الآن كيف كانت النار تشتعل بالستائر والحائط ينهار، وأن كل ما استطاعت سماعه كان صراخاً من كل جانب؛ أطفال يبكون ورجال يصرخون ويطلبون من الناس الخروج ويبحثون عن ناجين، ونساء تبكي وتنوح وهي وسط حالة من العجز.
"يقتلوننا لأننا أردنا أن نعيش بكرامة!" تتساءل أم كنان بصوت متهدج غاضب وتردف "كانت الأشلاء تملأ الشارع والدخان يعمي العيون. لم يفعل نظام بشعبه هكذا من قبل! وبتنا بلا مأوى الآن."
يلاحظ أن سياسة استخدام المفخخات تزداد وتقل وفق الحاجة، فقد سجلت عدة انفجارات في مناطق موالية للنظام عندما شهدت بداية حراك مناوئ ثم خبت لتعود للظهور مؤخراً في المناطق التي يحاول النظام إخضاعها لهدن مجحفة الشروط.
وتؤكد المدوِّنة وئام الشاهر أنه وبعد أسبوعين من انفجار السيارة المفخخة في منطقتها، ما تزال أجزاء منها موجودة في الشارع إلى جانب حطام المنازل المدمرة وبقايا السيارات المحترقة.
وتضيف الشاهر في حديثها لأخبار الآن "لم نستطع معرفة عدد الضحايا، فالأشلاء كانت كثيرة وبعض الجثث تفحمت كلياً. ولم تستطع المشافي إسعاف الكثير من الحالات واستنجدت بالأهالي للتبرع بالدم وجلب أي دواء مخزن لديهم في المنازل."
"يبدو أن النظام يحاول بشكل جنوني أن يثبت للناس أنهم غير قادرين على حماية أنفسهم وأن خضوعهم لسيطرته تقدم الحماية لهم." فقد حاصر النظام مدينة التل بريف دمشق عدة أيام وكان من بين شروط فك الحصار وضع حواجز له بين الأحياء والسماح لقواته والمليشيات الموالية له بحرية الدخول للمدينة.
وتختم حديثها بالقول أن ما يُعلن هو جزء بسيط من حقيقة ما يعانيه الناس"فالمدينة التي تؤوي قرابة المليون شخص وتعاني شحاً بالمواد الطبية والغذائية، تعرضت خلال أقل من شهر لانفجار مفخختين بمناطق مأهولة."
يشار إلى أن الجهات الحقوقية قد وثقت مقتل المئات من المدنيين بمفخخات تم تفجيرها بأحياء سكنية في مختلف مناطق سوريا منذ بداية الثورة، ولم ينته مسلسل المفخخات بعد