أخبار الآن | السويداء – سوريا – (تالا جابر)
أكدت مصادر مطلعة دخول عشرات من مقاتلي الحرس الثوري الإيراني إلى السويداء، في الوقت الذي تشهد فيه المحافظة حالةً من التشنج والتأهب بسبب الأحداث الدائرة على حدودها الغربية المتاخمة لدرعا.
الزعيم اللبناني وليد جنبلاط حذر في تغريدةٍ له على تويتر سكان الجبل من تبعات القبول بوجود "الآلاف" من الحرس الثوري الإيراني في السويداء حيث قال: "المعلومات تشير بأن الآلاف من الحرس الثوري الإيراني وصلوا إلى منطقة السويداء في جبل العرب أو جبل الدروز في سوريا"، معرباً عن قلقه تجاه "مصير العرب الدروز في هذه المنطقة أو مصير العادات والتقاليد لهذه المنطقة العربية الأصيلة".
مصاد من السويداء أكدت لـ "أخبار الآن" أن من دخل إلى السويداء من الحرس الثوري الإيراني حديثاً عددهم بالعشرات وليس بالآلاف ودخلوا واستقروا في المدينة الرياضية، التي تجمع عدداً آخر من الحرس الثوري الإيراني دخلوا خلال العام الفائت.
المصادر أكدت أن العناصر الإيرانية المتواجدة في المدينة الرياضية لا تحتك بالأهالي على الإطلاق، لكنها في الوقت ذاته تقوم بمهمة تدريب وتأهيل بعض المتطوعين في الدفاع الوطني، دون أن يسجل لها أي حضور في الأحداث التي تشهدها القرى المتاخمة لدرعا، أو على الحواجز المنتشرة في المحافظة.
بعض الناشطين في المحافظة استقبلوا الخبر دون اكتراث بحكم الاعتياد، حيث يعتبرونه تصرفاً ليس بجديدٍ على النظام خاصةً عندما ننظر إلى الأمر عبر الحدث الكلي في سوريا التي بات الحاكم الفعلي فيها نظام الملالي، وباعتقادهم أن هذا لن يغير واقع الجبل في شيء، وهنا يشير ناشط فضل عدم ذكر اسمه: "لا أرى في وجود العشرات أو المئات من "الحرس الثوري الإيراني" بالسويداء أي انعكاس مباشر بالنسبة لوضعية الجبل، فالمحافظة تحت سيطرة النظام وكل أجهزته المدنية والأمنية والعسكرية الموجودة قبل منتصف آذار 2011 مازالت تعمل كالمعتاد، وسبق للنظام أن أرسل عدة دفعات من ابناء المحافظة للتدريب في إيران، فما الجديد!".
لكن في الوقت ذاته يتساءل كثيرون عن أسباب استقدام أعدادٍ جديدة من الحرس الثوري الإيراني في هذا التوقيت بالذات، بعد خسارة النظام لبصرى الشام وقطع طريق الإمداد، واستمرار محاولات النظام في تشكيل ميليشيات وفصائل درزية تقاتل إلى جانبه من أبناء السويداء، وهنا يعلق الناشط بالقول: "إن كان هناك من دلالة ذات معنى فهي تتعلق بحسابات النظام، فبعد تقدم المعارضة المسلحة في درعا، يخشى أن تتأثر سيطرته في الجبل، خاصة أن الحديث يجري عن فتح معبر إلى الأردن عبر السويداء، ليكون بديلاً لمعبر "نصيب" الذي فقده النظام مؤخراً في درعا".
ويضيف الناشط: "من جهةٍ ثانية النظام يردد ليل نهار أنه والأقليات في خندق واحد، ولا يريد أي اختراق عملي لهذا الادعاء، وبالتالي يعمل كل ما بوسعه ليحصن جبهته، خاصةً بعد ظهور مؤشرات تدل على استقطابات جديدة بالجبل، لا تعمل في صالحه وقد تحرك المياه الراكدة ولو بعد حين".
ومع ذلك يتوجس أبناء السويداء من الأيام القادمة ونوايا النظام على هذه المحافظة لا سيما مع ما رشح إلى الإعلام مؤخراً عن بناء حسينيةٍ للطائفة الشيعية في المحافظة التي كانت فيما مضى شبه خالية من التواجد الشيعي على أراضيها، وهنا يشير ناشط آخر إلى ما سبق وقام به النظام من تغيير ديمغرافي لطبيعة دمشق والعديد من المناطق الأخرى، وهو الأسلوب الذي يمكن أن يعاود استخدامه في المحافظة لكن باختراقها من قبل الإيرانيين، وهي المحافظة الحريصة على حماية تاريخها وتقاليدها، حسب رأي الناشط.