أخبار الآن | حماة – سوريا – (مكسيم الحاج)

تتواصل خسائر النظام السوري من جنوده وميليشياته على مرّ الأيام بتواصل العمليات العسكرية للثوار على أراضي سوريا, ليبحث النظام عن حلول بديلة لسد النقص في قواته عن طريق استيراد مقاتلين مرتزقة من الخارج، وتطويع أهالي القرى الموالية له والخاضعة لسيطرته, وأخيراً، بتطويع فتيات قراه الموالية ليقوم بتشكيل كتائب نسائية مقاتله في صفوف قواته ضد الثوار في سوريا.

ففي منتصف عام 2013، أعلنت عدة فتيات من قرى مدن طرطوس واللاذقية الموالية للنظام وبعض قرى ريف حمص وريف حماة وريف دمشق بتشكيل كتائب فدائيات الأسد، وهي تشكيل من عناصر نسائية تقاتل إلى جانب النظام وقواته في المعارك البريّة بعد تطويعهم رسميا في صفوف النظام وأفرعه الأمنية، للعمل معهم ضمن رتب شرف يقوم النظام بمنحها لهن, مقابل راتب شهري يتراوح بين خمسة وعشرين ألف ليرة سورية وثلاثين ألفا.

وفي حديث لـ"أخبار الآن"، قال الناشط الميداني أبو زيد إن فدائيات الأسد لسن فقط نساء مقاتلات في المعارك البريّة, بل يعملن أيضا في المداهمات، وعلى الوقوف على الحواجز داخل المدن التي يسيطر عليها النظام, ويرتدين لباس القوات النظامية, وتتراوح أعمارهنّ بين الثلاثين إلى خمسين عاما، مع وجود عدّة مقاتلات في أعمار العشرين ولكنهن أقل عدداً، ويتم تعيينهن برتبة ضبّاط شرف بين رتبة ملازم وصولاً إلى رتبة نقيب، وذلك مقابل رواتب شهرية وبطاقات أمنية خاصّة بهن وامتيازات تمنح لهن أمنياً بعدم التعرّض لهن أبداً من أي فرع أمني، وكذلك السماح بحمل السلاح على العلن, وهن ذوات خبرة وتدريب عاليين في القتال البرّي خاصة والاقتحامات والإشراف على الخطط العسكرية المطبقة على الأرض في سوريا.

وقال محمد -قيادي في الجيش الحر-إن النظام قام بإخضاع المتطوعات إلى فدائيات الأسد لمعسكرات تدريبية خاصة تحت إشراف ضبّاط إيرانيين ومن حزب الله اللبناني، وقد تم تدريبهن بشكل خاص على التخطيط العسكري، وكيفية العمل على الاقتحامات العسكرية البرية، إضافة لدورات تدريب جسدية عالية ومهارات استخدام الأسلحة وخاصّة القناصات.

وأضاف "كما أنّ النظام عمل على تدريبهن للوقوف على حواجزه في المناطق الخاضعة له, للبحث عن المطلوبين أمنياً من أهالي المدن".

كما تحدث محمد عن رصد عدّة مقاتلات من فدائيات الأسد كن يقاتلن إلى جانب قوات النظام وميليشياته على جبهات مورك بريف حماة الشمالي، وكان ذلك أثناء محاولة النظام اقتحام المدينة وكتيبة الدبابات, كذلك في معارك ريف اللاذقية منذ شهور، وفي ريف دمشق أيضاً.

ووصفت خالدة -شابّة في حمص وزميلة إحدى المتطوعات لفدائيات الأسد- عملية التطوع بأنها تتم عن طريق المغريات بالمال والسلطة والسلاح للفتيات, فالمردود الشهري والسلطة المطلقة التي يعطيها النظام لفدائيات الأسد والتي تخولها اقتحام اي منزل تريد وسرقته ونهبه واعتقال من يزعجها.

وتابعت بأن صديقتها تطوعت في صفوف فدائيات الأسد كونها إحدى فتيات الطائفة العلوية، وقد طلب أهلها منها التطوع لتساند النظام في معاركه، أضافة إلى سوء حالتهم الماديّة لتكون لهم عونا في مصاريف الحياة، ذلك فضلا عن السلطة التي ستكتسبها العائلة جراء حمل ابنتهم بطاقة أمنية مما يجعل هذه العائلة إحدى العائلات المدللة لدى النظام وأفرعه الأمنية.

وقالت إن النظام في الآونة الأخيرة وبسبب انخفاض نسبة العناصر في قواته، يعمل الآن على تغرير الشبّان الصغار بالعمر والفتيات اللاتي لا يعملن، عن طريق مكاتب يقوم بافتتاحها في المناطق الخاضعة لسيطرته منها حمص وحماة ودمشق، إضافة إلى سحب من هم في سن الاحتياط إلى صفوف قواته النظامية.