أخبار الآن | حلب – سوريا – (ثائر الشمالي)
في ظل حاجة مادية مُلحة، يجد أطفال سوريا انفسهم مُقحَمين في سوق العمل، كونهم أصبحوا مسؤولين عن إعالة أسرهم. محمد هو أحد الأطفال السوريين في مدينة حلب، أضطر إلى بيع المحروقات على الطرقات لتوفير قوت عائلته بعدما أصبح المعيل الوحيد لها. قصة الطفل محمد في سياق التقرير التالي.
ينظرُ محمد إلى النقودِ التي جمعهَا اليوم ، ويتسائل هل تكفي ثمنَ طعامٍ لعائلتي لهذا اليوم ؟
محمد ذو الأربعةَ عشرَ عاماً يعملُ في حي قاضي عسكر بمدينة حلب الخاضعةِ لسيطرة الثوار يبيعُ المحروقات قاصدا جمع ً رزقَه ورزقَ عائلتِهِ الفقيرة على الأقل ما يكفيهم ليوم واحد، بعد أن تقطّعتْ بهم السبُل بعد موت أخوته وأبيه، فإضطر لترك مقاعد َ الدراسة، والإبتعاد عن اللعب في فناء المدرسة، ليتخذ من هذا المكان المدمر مكانا يقضي في معظم وقته وربما كل طفولته.
يقول محمد: "أنا عم أشتغل حتى أطعم عائلتي وأقدم لهم الأكل والشرب لأن ما ضل عنا حدا يقدملنا وعم أشتغل منشان ما أحتاج حدا"
ويتابع محمد : "رغم ما مرّ به محمد خلالَ السنواتِ الماضية داخلَ حلب وتحتَ البراميلِ المتفجرة إلا أننا مازلنا نلاحظُ تلك البسمة التي لا تفارقُ وجهَهُ وإصرارهُ على تحدي الظروفِ القاسية والإستمرارِ في العملِ لإعانةِ أسرتِهِ وتوفيرِ حاجياتِ ما تبقى من أخوتِه.
ووفق تقرير صندوق الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف" فان الأطفال في كل مكان في سوريا يفقدون أحلامھم وفرصھم للمستقبل، وبينما يفقدون طفولتھم، حيث يحرمون من حقوقھم كأطفال،ھناك ملايين الاطفال داخل سوريا وخارجها يشھدون ماضيھم ومستقبلھم يختفيان وسط الركام والدمار في ھذا الصراع الذي طال أمده، حيث يوجد وفقا للاحصائيات 1.84 مليون طفل سوري متضرر جراء الاحداث، وهناك أكثر من نصف مليون طفل لاجئ الى دول الجوار .