أخبار الآن ـ ريف إدلب ـ سوريا ( محمد قدور )
حركة نزوح كبيرة تشهدها مناطق ريف إدلب إثر الغارات الجوية المكثفة التي تشنها الطائرات التابعة للنظام السوري وإستخدم فيها غاز الكلور في ريف إدلب أسفر ذلك عن إصابة أكثر من 100 شخص ومقتل العديد من المدنيين ومقتل عائلة كاملة، تصعيد من قبل القوات التابعة للنظام دفع الأهالي للنزوح عن منازلهم متجهين إلى الأراضي الزراعية ومنهم فضل البقاء في العراء وبين أشجار الزيتون خوفا من قصف القوات التابعة للنظام والغارات الجوية المكثفة. أكثر من 1500 عائلة سورية في ريف إدلب الشمالي والشرقي نزحوا عن منازلهم هربا من الغارات.
عبد السلام علوش عضو في تنسيقية مدينة بنش يقول لأخبار الآن: "في مدينة بنش يوجد مالايقل عن 300 عائلة مشردة في الأراضي الزراعية وبين أشجار الزيتون دون أي مأوى ومالايقل عن 1000 عائلة تمتلك مأوى مثل خيمة معدة مسبقا أو غرفة مبنية في أرض زراعية تأوي عددا من العائلات، عدا عن العائلات التي قصدت قرى بعيدة وجميعهم بحاجة الى سلل إغاثية اسعافية وخاصة العائلات المشردة في الأراضي الزراعية ".
ووجهت منظمات إغاثة وناشطون في ريف إدلب نداء إستغاثة عاجلة طالبوا فيها المنظمات الدولية والإغاثية تأمين خيم ومساعدات عاجلة للنازحين والأطفال والنساء، وقام عدد من الجمعيات بإعداد بيانات ودراسات عن أوضاع النازحين، في محاولة لتقديم أي مساعدة أو دعم لهم. مشهد العوائل وهي تفترش الإاضي الزراعية يظهر حجم المأساة التي تسببت بها غارات الطائرات التابعة للنظام وزادت من معاناة الأهالي أكثر وذلك بسبب إغلاق الحدود مع تركيا وصعوبة الوصول إلى تركيا على الأقل ريثما تهدأ الغارات التي تشنها قوات النظام.
أبو أحمد نازح في الأراضي الزراعية قال لأخبار الآن : “ نزحت مع عائلتي هربا من القصف الجوي والمدفعي وخوفا من البراميل المتفجرة التي تقوم بإلقاءها طائرات الأسد وهناك اشاعات كبيرة عن احتمال ضرب مدينتنا بغاز الكلور كما حدث في بلدة سرمين القريبة وأخشى عل أطفالي الأربعة وزوجتي أيضا حامل، وليس أمامي أي خيار سوى النزوح الى أراضي مدينتنا الزراعية هنا أشعر وعائلتي بالأمان قليلاً”.
بينما قالت عدة منظمات اغاثية أنه لايمكن إقامة مخيمات في مناطق تعتبر ساخنة وأن هناك معايير يجب توفرها لإقامة مخيم منها ان يكون بعيدا عن مناطق القصف والمعارك لمسافة لاتقل عن 15 كيلو متر وان انشاء تجمع سكان في مخيم في مثل هذه الظروف سيؤدي الى استهدافه من قبل طائرات ومدافع القوات التابعة للنظام.
ناشطون من تنسيقية مدينة بنش قالوا إنهم قاموا بتجهيز خطة تضمن عدم استهداف النازحين في الأراضي الزراعية من قبل النظام حيث قاموا بالتنسيق مع أصحاب الآبار الارتوازية في الأراضي الزراعية من اجل إمكانية إقامة مخيمات صغيرة في أراضيهم حيث سيتم نصب كل خمس خيم بالقرب من بئر ارتوازي بحيث يتم تخديم هذه الخيم بالماء وبنفس الوقت لايمكن ملاحظتها من الجو ويصعب استهدافها.