أخبار الآن | دير الزور – سوريا ( البراء هاشم ) 

لا تنتهي معاناة أهالي ديرالزور رغم تحرير مناطق واسعة من الريف والمدينة خصوصا بعد سيطرت تنظيم داعش على دير الزور وريفها وفرضه قوانين وممارسات وإنتهاكات بحق الأهالي والمدنيين، قصف النظام لا يتوقف وإنتهاكات داعش مستمرة حيث عمد التنظيم منذ سيطرته على المنطقة إلى تهجير المقاتلين ممن رفض الإنضمام لداعش وهجر عائلاتهم وقتل الكثير منهم بحجج واهية، وإعتقل كثيرين ولا يزال مصيرهم مجهولا، وفرض ضرائب على الأهالي وأرعب الناس بقطع رأس كل من يعارضه أو ينتقد هذا التنظيم.

و بين ممارسات تنظيم داعش في مناطق سيطرته و ممارسات نظام الأسد في مناطقه، يبقى أهالي ديرالزور هم الأكثر تضررا على الإطلاق، ولا يتوقف الضرر فقط على استخدام الطرفين "النظام والتنظيم" لمختلف أنواع الأسلحة في قتل المدنيين، وإنما يتعداه إلى التفنن في شكل التعذيب والقتل من قبل الطرفين والقرارات التي يفرضانها والتي تعزز من سيطرتهما على جميع مفاصل الحياة، وبالتالي تعزز من سيطرتهما على المدنيين وإخضاعهما لهم.

مؤخرا أقدم تنظيم داعش على إحكام الحصار على حي القصور والجورة الواقعة تحت سيطرة النظام، ومنع المواد الغذائية و غيرها كالمحروقات من العبور إلى تلك الأحياء بحجة أن الحصار غايته إضعاف النظام فيما واقع الحال يثبت عكس ذلك، إذ أن أكبر المتضررين من ذلك الحصار هم أهالي ديرالزور القاطنين في تلك الأحياء والمحاصرين من قبل النظام أصلا، ليصبح حصار التنظيم حصارا حول الحصار.

منسقو حملة ديرالزور تحت النار شرحوا لأخبار الآن هذا الحصار وقال أحد أعضاء الحملة: "إن التنظيم يرفض منذ أكثر من شهرين السماح بإدخال أي مواد غذائية أو بضائع أو وقود إلى تلك الأحياء وذلك بقطع الطرقات عنها من خارج المدينة من جهة الأرياف فيما يسمح بحركة النزوح من داخل تلك الأحياء و يمنع أحدا من الدخول إليها ".

في المقابل لا يكترث النظام بالأهالي في المناطق الخاضعة لسيطرته فهو يهتم فقط بإطعام جنوده و ميليشيا الدفاع الوطني التي أسسها و يعمل فقط على تأمين الرواتب لمقاتليه فيما يمنع كل شيء عن المدنين من موظفين و غيرهم و ذلك من أجل زيادة نفوذه وارتفاع عدد أتباعه عن طريق إستغلاله حاجة الناس للعيش، ويستخدم الطيران المدني في تأمين المواد لقطعه العسكرية وذلك عن طريق مطار ديرالزور، فيما عمل أيضا على استغلال هذا الحصار المفروض من قبل التنظيم ليقوم ببيع مواد غذائية فاسدة يتم توزيعها وبيعها ضعف ثمنها عن طريق المؤسسات الموجودة في تلك الأحياء مما أدى إلى تسمم 15 شخص بحسب ما أفادت به حملة ديرالزور تحت النار.

زيد الفراتي عضو حملة ديرالزور تحت النار يصف حال أهالي الأحياء المحاصرة والخاضعة لسيطرة النظام، بعد أن منع التنظيم إدخال أي مواد إليها "بأنه كارثي جدا" خاصة أنه يوجد في تلك الأحياء عوائل كثيرة من الطبقة الفقيرة في الوقت الذي لا يوجد فيه مواد متاحة، إذ أن سعر كيلو السكر على سبيل المثال وصل سعره إلى 300 ليرة سورية مع توقف الرواتب و تعطل أغلب الأعمال في دير الزور.

الكثير من الناشطين والأهالي في دير الزور نددوا بهذا الحصار، الذي يخدم بالدرجة الأولى نظام الأسد، ولا يحقق أية فائدة مرجوة منه، خصوصا مع بقاء مطار دير الزور العسكري منطلقا لصواريخ وطائرات الأسد ومهبطا لكافة أنواع الذخائر والمساعدات الغذائية لمقاتليه، ويرى "وائل العمر" المنسق في حملة دير الزور تحت النار أن كل عمل عسكري للتنظيم لا يبدأ من المطار العسكري هو عمل يساهم في زيادة الدمار، ولا يخدم الثورة ولا حتى التنظيم في أي شيء.

ويظهر الممارسات التي يقوم بها تنظيم داعش حيث لا يوفر هذا التنظيم أي وسيلة لتعذيب الأهالي وإستغلال أوضاعهم الإقتصادية والمعيشية لكسب ولاءتهم وهذا ما يحدث بحسب منسقو حملة دير الزور إذا إضطر البعض للرضوخ وبعضهم قبل بالتعاون مع هذا التنظيم أو العمل معهم ونقل الأخبار والمعلومات مقابل الحصول على مبالغ مالية بينما يعاني كثير من الأهالي من هذا الحصار والإجراءات التي يفرضها التنظيم.