أخبار الآن | تقرير عسكري (راني جابر)
ظهر صاروخ تاو في سوريا لأول مرة منذ ما يقارب ثمانية أشهر، ليعتبر من النقلات النوعية في تسليح الجيش الحر، فهو وعلى الرغم من أنه لا يعتبر أحدث ما في الترسانة الغربية من صواريخ مضادة للدبابات، ولكنه يعتبر سلاحاً فعالاً جداً ضد دبابات النظام القديمة.
لهذا الصاروخ عدة أنواع وحتى فترة قريبة كان يعتقد بحصول الجيش الحر على نوعين فقط، أحدهما بحشوة جوفاء، والآخر بحشوة جوفاء ترادفية.
وأثبتت صواريخ تاو فعالية كبيرة بيد الثوار، فلم تنج تقريباً أي دبابة للنظام بعد إصابة مباشرة، لأن أقل عمق يخترقه الصاروخ في الفولاذ 60 سنتيميتر، بينما يبلغ التدريع الأساسي لدبابات T72 56 سنتيميتر فقط في أسمك مناطقه.
أكبر مشكلة تواجه هذه الصواريخ هي السواتر الرملية التي تحاط الدبابات عادة بها، والتي تكون بارتفاع الدبابة تقريباً، وتبعد عنها متر إلى مترين على الأقل، وتؤمن حماية جيدة لها من معظم أنواع القذائف.
وتسببت هذه السواتر بخسارة الثوار عدد كبير من الصواريخ، حيث يطلق الرامي صاروخه تجاه القسم المكشوف من جسم الدبابة، لكن بسبب حركة الصاروخ فانه يصطدم بالساتر الرملي، وينفجر عليه بدون أن يؤثر على الهدف، ولا يستطيع الرامي التأكد من إصابة الدبابة بسبب الانفجار والغبار الكثيف المتطاير من مكان انفجار الصاروخ.
لكن ما أوضحته صور نشرت مؤخراً عن تدمير "لواء العاديات" لراجمة صواريخ غراد في قرية اشتبرق، هو أمر لم يكن معروفاً سابقاً ألا وهو أن الجيل الثاني من صواريخ تاو، والمسمى TOW-2B استخدم من قبل الثوار، وهو الجيل الأحدث والأكثر فاعلية على الإطلاق ويعتقد ذلك من شكل مقدمة الصاروخ المميزة.
ميزة صواريخ TOW-2B
ميزة هذه الصواريخ هي الاختلاف الجذري في طريقة عملها عن كل أنواع الصواريخ المضادة للدبابات التي استخدمت في الحرب في سوريا، والمميز فيها هي طريقة التأثير على الدبابات المستهدفة، وهذه الميزة تعطيها فاعلية معدومة النظير.
من المعتاد أن يطلق الرامي الصاروخ، ويوجهه حتى يصطدم رأس الصاروخ بالهدف من أحد جوانبه، وهذا ينطبق على كافة أنواع الصواريخ المضادة للدبابات التي عرف أنها المستخدمة حتى الآن في سوريا مثل (مالوتكا – كونكورس سهم أحمر – وتاو من الجيل الأول) وغيرها.
حيث تحتوي هذه الصواريخ على رأس حربي ذو حشوة جوفاء سواء مفردة أو ترادفية، لكن صواريخ TOW-2B تتميز بأنها لا تهاجم الدبابة من الجانب بل تهاجمها بطريقة مختلفة وبنوع رأس حربي مختلف.
حيث يمر الصاروخ (فوق) الدبابة الهدف، ولحظة مروره يطلق عليها ما يمكن تسميتها مجازاً (قذيفتين خارقتين للدروع) تصيب الدبابة في السقف.
من المعروف أن أضعف مناطق درع الدبابة هو السقف والذي لا يتوقع عادة يتم الهجوم عليه وأسلوب عمل هذين الخارقين مختلف عن أسلوب عمل الحشوة الجوفاء في الصواريخ المضادة للدبابات، ويشبه عمل بعض العبوات الناسفة المضادة للدبابات التي تطلق ما يعرف (الخارق المشكل بالانفجار).
ويحتوي رأس الصاروخ TOW-2B على حساسين موجهين نحو الأسفل (أحدهما مغناطيسي، والآخر ليزري) يحددان طبيعة الهدف وأفضل نقطة لإصابته، ثم وفي اللحظة المناسبة يطلقان الخارقين ليثقبا سقف الدبابة في نقطتين ويدمراها تماماً.
هذا الصاروخ يعتبر من بين أحدث الصواريخ في الخدمة في الجيش الأمريكي، حيث ظهر للعالم عام 2003 خلال غزو العراق، ويعتبر الأكثر تطوراً وفاعلية لدى الجيش الحر .
كما يعتبر هذا الصاروخ متطور تقنياً بسبب الحساسين الموجودين في مقدمته (لا يعمل الحساسان على توجيه الصاروخ ولكن فقط تحديد لحظة تدمير الهدف)، وفيه زيادة في المدى الذي يصل حتى 4500 متر التي تعتبر عاملاً ايجابياً أيضاً (بعض النسخ يتحول التحكم إلى راديوي بدل سلكي).
وتحل صواريخ TOW-2B معضلة السواتر الترابية، لأنها تمر فوقها دون أن تصطدم بها، كما أنها تتفوق على الدرع المحلي الصناعة الذي ركبه النظام على بعض دباباته لأنها تهاجم الدبابة في منطقة السقف غير المغطاة بهذا الدرع.
TOW-2B لا يحتاج استخدامه لأي تدريب إضافي أو مميز، ويمكن أن يطلق من قواعد تاو الموجودة حالياً لدى الجيش الحر، ويطلقه الرامي دون أن يحس بالفرق بين إطلاق هذا الصاروخ والصاروخ من الجيل الأقدم.
ولا يعرف تماماً عدد الصواريخ التي حصل عليها الجيش الحر من هذه النوعية، لكن الاستخدام الجيد وبحرص تجاه الدبابات المحمية بسواتر ترابية أو تلك المركب عليها الدرع القفصي الجديد، سيكون له الأثر الأكبر في تدمير دبابات النظام التي يصعب على الأنواع الأخرى من الصواريخ تدميرها.