أخبار الآن | سوريا – جنوب دمشق (سوزان أحمد)
شبح الجوع والمرض يعود ليخيم على بلدات جنوب دمشق الذي تحاصره قوات الأسد منذ أكثر من عامين، في ظل تجاهل دولي وسياسي وإنساني لمعاناة أهله من فلسطينيين وسوريين، وفق ناشطين.
فبعد إغلاق آخر معبر كان مفتوحاً منذ شهرين، واختفاء السلع من الأسواق، وارتفاع الأسعار بشكل جنوني لما تبقى من مواد يمكن أن تؤكل، باتت الناس تخاف من الغد؛ وتخاف من أن لا تجد ما تأكل أو تطعم أطفالها، على حد تعبير الناشط الإعلامي رامي السيد.
ويضيف السيد واصفاً الحياة اليومية في مخيم اليرموك: "أصبحت الحياة قاسية للغاية، ويعمل كل أفراد الأسرة على تأمين أساسيات الحياة، فالأطفال يقفون بالدور أمام أبواب المطابخ الخيرية علهم يحصلون على وجبة طعام بدل الذهاب للمدارس؛ في حين يتوجه الكبار لتأمين الحاجة اليومية من المياه".
ويردف في حديثه لـ"أخبار الآن" أن 80% من العائلات التي لم تهادن النظام تعيش حياة بدائية جداً لا يتخيلها إنسان، ومع اختفاء موارد الرزق، بدأ البعض يعمل في استخلاص المحروقات من البلاستيك بطريقة خطرة، تسببت باحتراق العديد من الأشخاص أو حتى موتهم خنقاً".
يقول الناشط الإعلامي: "عدم وجود المياه النظيفة وسقاية المزروعات بمياه الصرف الصحي، تسببت بانتشار التهاب الكبد الوبائي والحمى التيفية"، ويمضي قائلاً "بات معظم السكان يقتصدون في استعمال المياه، ويعتمدون بشكل رئيس على الحشائش المروية بالمياه الغير نظيفة، ما تسبب بوجود قرابة 800 إصابة معظمها في حي الحجر الأسود ووفاة شخصين".
يشار إلى أن مياه الشرب مقطوعة عن مختلف أحياء جنوب دمشق مثل مخيم اليرموك والتضامن لمدة تقارب الستة أشهر، ما أجبر الأهالي على الاعتماد على مياه الآبار الارتوازية الغير صالحة للشرب في ظل صعوبة نقلها للمنازل لانعدام وسائل النقل.
وبنبرة غاضبة، يستطرد السيد: "يعاني المصابون والمرضى كثيراً بسبب عدم توفر أكياس نقل دم أو سيرومات؛ وأحياناً يتم إعطاء المريض أدوية منتهية الصلاحية من عدة أشهر لعدم وجود البديل! فالخيار إما الدواء المنتهي الصلاحية أو الموت ألماً ومرضاً".
وبالرغم من أن بعض بلدات جنوب دمشق دخلت في هدنة مع نظام الأسد، إلا أنه يتم خرقها باستمرار، فتارة يُقفل معبر ببيلا في وجه المساعدات، وتارة تتساقط القذائف على رؤوس قاطني المنطقة وفق أهواء قوات الأسد والمليشيات العراقية واللبنانية التي تساندها على أطراف المنطقة.
ويتحدث رائد الدمشقي أحد سكان المنطقة، لـ"أخبار الأن" عن الكارثة الإنسانية التي تشهدها المنطقة، ويقول: "الموت يلاحقنا من كل جانب، فمن لم يمت جوعاً قد يموت برداً أو حتى قصفاً".
ويمضي الدمشقي في حديثه: "لا نستطيع شراء الطعام، فهو إن وجد يبلغ سعر كيلو الأرز قرابة الـ 3500 ليرة سورية، وقد اضطررنا لبيع أثاث البيت لتأمين ثمن الأكل لبضعة أيام".
وتستمر المعاناة الإنسانية للأهالي تحت الحصار، في ظل محاولة النظام إخضاع البلدات المحاصرة لهدن بشروط مجحفة في سبيل خلق انتصارات إعلامية.