أخبار الآن | سوريا – حلب – (عمار البكور)
ازدادت حدة المعارك بريف حلب الشمالي في اليوم الثالث من المواجهات المحتدمة بين الثوار من جهة، وقوات النظام وميليشيات ومرتزقة أجانب من جهة ثانية، في ظل توسيع رقعة الاشتباكات، وتقدم الثوار على قوات النظام، وإعلان تحريرهم قرية حردتنين الاستراتيجية.
وعقب إعلان غرفة عمليات حلب النفير العام، وصلت المعارك إلى منطقة عرب سلمو، وقرية حندرات الاستراتيجية التي يسيطر عليها النظام منذ 4 أشهر، وتعد نقطة انطلاق قواته في حملته الأخيرة، والتي هدف من خلالها إلى فتح طريق إلى بلدتي نبل والزهراء المواليتين له شمال حلب.
إعلامي في "الجبهة الشامية"، أكد لـ"أخبار "الآن" أن الثوار أردوا نحو 25 قتيلاً من قوات النظام الجمعة، ودمروا دبابتين، وسيطروا على منطقة الملاح الشرقية، وبذلك يكون قد سيطروا على كامل منطقة الملاح، وتقدموا وسيطروا أيضاً على منطقتي "عرب سلوم، والأُسامات" المقابلتين لكتيبة حندرات.
وأشار أبو فراس الحلبي أنه "بتقدم الثوار باتجاه قرية حندرات وتلتها الاستراتيجية، يكونون قد قطعوا طريق إمداد قوات النظام نحو قرية باشكوي التي تشهد اشتباكات عنيفة منذ ثلاثة أيام عقب تسلل قوات النظام إليها فجر الثلاثاء الماضي"، مضيفاً أن "المعارك لازالت مستمرة وارتفعت حدتها في قريتي حندرات، وباشكوي التي شهدت اقتحام الثوار لها من عدة محاور".
بدوره، أكد عضو المكتب السياسي لـ"جيش المجاهدين" بسام حجي مصطفى أن "الثوار استعادوا السيطرة مساء الجمعة على قرية حردتنين، وحرروا قرابة 150 مدنياً كانت ميليشيات النظام تحتجزهم.
وأضاف، في تصريح لـ"أخبار الآن" أن مجموعة من شبيحة وقوات النظام وميليشياته كانوا يتحصنون داخل عدة منازل سكنية، عقب تسلل الشبيحة فجر الثلاثاء الماضي، وأسر المدنيين، واستخدامهم دروعًا بشرية بمواجهة الثوار، قبل أن يستسلموا ويصبحوا أسرى جدد بيد الثوار إضافة لعشرات الأسرى من قرية رتيان، التي استعاد الثوار السيطرة عليها بشكل كامل الخميس.
وسبق تقدم الثوار، إعلان غرفة عمليات حلب العسكرية النفير العام في مدينة حلب وريفها لمنع حصار أحياء حلب المحررة وإفشال خطة النظام بفصل الريف الشمالي عن المدينة، وفك الحصار عن شبيحته في بلدتي نبل والزهراء، مطالبة المجتمع الإسلامي بتقديم الدعم لها لهزيمة بشار الأسد وميليشياته، حسب بيانها الذي حصلت "أخبار الآن" على نسخة منه.
وأكد الرائد "ابراهيم مجبور" قائد غرفة عمليات في البيان المصور أن "الثوار تصدوا لحملة قوات الاسد، وأردوا نحو 300 من المرتزقة قتلى، وأسروا ما يقارب 100 آخرين، وأن الثوار تصدوا لهجمات قوات الأسد الشرسة على كل من حي الراشدين الجنوبي، والملاح، ورتيان"، وأضاف البيان: "نؤكد للأمة الإسلامية أننا على العهد ماضون، وعلى الزناد قابضون، ونعلن النفير العام في مدينة حلب وريفها للذود عنها، ومنع حصار مدينة حلب".
من جهته، قال رئيس اتحاد اعلاميي حلب يوسف صديق لـ"أخبار الآن": "هجوم النظام على ريف حلب الشمالي كان له هدف سياسي وآخر عسكري، السياسي هو الاستفادة من تغيير الواقع على الأرض خدمة لخطة المبعوث الأممي ستيفان ديمستورا الرامية لتجميد الصراع في حلب، والعسكري هو وصول قوات النظام إلى بلدتي نبل والزهراء وفك الحصار عنهما، وفشل النظام بتحقيق الهدفين نتيجة ردة فعل الثوار السريعة والقوية التي كبدته خسائر في قواته فاقت الـ300 قتيل و100 أسير، وتدمير 5 دبابات، وعربة BMB، واغتنام الكثير من الأسلحة والذخائر".
إلى ذلك، استخدمت قوات النظام الجمعة، صواريخ أرض – أرض رداً على تقدم الثوار وتكبيدها خسائر كبيرة، بالتزامن مع هطول أمطار غزيرة على حلب ما عطل من حركة الطيران الحربي والمروحي، حيث قصفت قوات النظام بصواريخ أرض أرض، وبالمدفعية الثقيلة بلدات "حريتان، وتل رفعت، ورتيان" بريف حلب الشمالي، ما أوقع 5 ضحايا من المدنيين بينهم أطفال، وأحدث القصف العشوائي دماراً كبيراً بالمنازل السكنية.
ويشارك في المعارك ضد قوات النظام كل من ثوار ريف حلب الشمالي، والجبهة الشامية، وفيلق الشام، والفرقة 13 جيش حر، الفرقة 16 جيش حر، والفرقة 101 مشاة جيش حر، وكتائب أحرار الشام، وكتائب أبو عمارة وعدداً من الفصائل.