أخبار الآن | سوريا – ريف دمشق (أحمد الدمشقي)
توصلت لجنة المفاوضات في بلدة الهامة إلى اتفاق جديد لوقف إطلاق النار، ورفع الحصار الذي فرضته قوات الأسد على البلدة منذ حوالي خمسين يوماً، بعد الاشتباكات التي شهدتها أطراف البلدة، وإغلاق النظام لكافة منافذها، منذ مطلع العام الحالي.
أبو أحمد المتحدث باسم المجلس المحلي في بلدة الهامة، تحدث لـ"أخبار الآن" عن اتفاق وقف إطلاق النار مع نظام الأسد، حيث أوضح أن النظام اتهم الجيش الحر في البلدة باختطاف ثلاثة من الشبان المتوجهين للتطوع في ثكنة معامل الدفاع المحاذية للبلدة، الأمر الذي لم يحدث، لكن النظام اتخذ من فقدان هؤلاء ذريعة لفرض الحصار على البلدة الذي تطور فيما بعد لفرض شروط على أهالي البلدة، لفك الحصار، ومنها "إقامة حواجز للجان الشعبية الموالية للنظام في البلدة".
وأضاف أبو حمزة أن البلدة وضعت تحت الحصار منذ 1/1/2015، وسقط خلال هذه الفترة عدد من الجرحى وشهيد متأثراً بإصابة برصاص قناص من مساكن جبل الورد ذات الأغلبية العلوية والمطلة على البلدة، عدا عن الخراب الذي حل بمنازل المدنيين جراء استهداف منازلهم بالأعيرة النارية من القطع العسكرية المحاذية لبلدة الهامة، واعتقل خلال هذه الفترة عدد من أهالي البلدة بعد ما علقوا خارجها بسبب الحصار، ويقول أبو حمزة إن "البلدة عانت وتعاني من نقص حاد بالمواد الغذائية والطبية، بسبب التضييق الذي تتعرض له من قبل قوات الأسد، حتى في الفترة التي سبقت الحصار، في ظل انقطاع كامل للمحروقات التي تعد المادة الأساسية للتدفئة والطبخ، ونتيجة لذلك فارق طفلان الحياة، أحدهما بسبب البرد والآخر بسبب سوء التغذية، ونقص الطعام، والذي إن وجد فمعظم الناس لا تمتلك ثمنه بسبب انتشار الفقر البطالة، التي دفعت معظم أهالي البلدة إلى العمل في الزراعة لسد حاجاتهم الخاصة، واستخدام أخشاب الأشجار للطهي والتدفئة".
وعن الاشتباكات التي دارت بين الحر وقوات الأسد في الأيام الفائتة، قال أبو حمزة إن مجموعة من قوات الدفاع الوطني التابعة للنظام، حاولت التسلل إلى البلدة من محور البحوث العلمية لنصب كمين لعناصر الجيش الحر الذي سرعان ما اكتشف هذا التسلل، وتبادل إطلاق النار مع القوة المتسللة، مما دفع جيش النظام وشبيحة جبل الورد إلى التدخل وإمطار البلدة بوابل من رصاص الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، واعتلى القناصون أسطح الأبنية المحيطة بالبلدة، وقاموا بفرض حظر تجوال فيها، مما أدى إلى إصابة عدد من الأشخاص، بينهم فتاة في سن الحادية عشر في منطقة العيون على أطراف البلدة، واستمرت حالة الاشتباكات والقنص لما يزيد على أربعة أيام متواصلة.
وأضاف: "بعد مفاوضات طويلة طالب فيها الجيش الحر بفتح الطرقات، وإدخال المواد الأساسية، قابله النظام بطلبات تنص على وقف إطلاق النار وإخفاء المظاهر المسلحة، ووضع حاجز للجان الشعبية، والتعهد بعدم التعرض للمركبات والعناصر التابعة للنظام التي تمر على أطراف البلدة، وبعد أخذ ورد أسفرت هذه المفاوضات عن توقيع وقف إطلاق نار جديد بين الطرفين، ينص على الإبقاء على نقطتي الحرس التابعة للحر في منطقة العيون، وإخفاء المظاهر المسلحة في البلدة، وعدم التعرض لعناصر النظام الذين يعبرون البلدة، ونصب حاجز عند مدخل البلدة ومخرجها مكون من اللجان الشعبية التي تضم عدداً من المدنيين من أهالي البلدة، بالمقابل سيقوم النظام بفتح الطريق، وإنزال القناصين، ووقف الاعتداء على أهالي البلدة والتعرض لهم على الحواجز، واقتصر التطبيق على وقف إطلاق النار فيما لا تزال الطرقات مغلقة والترقب يسود الموقف.
يذكر أن الهامة التي تعيش حالة من الترقب الشديد في هذه الأيام، كانت قد شهدت اشتباكات عنيفة بين عناصر الحر وقوات الأسد قبل أن تجتاحها هذه الأخيرة، وترتكب عدداً من المجازر فيها، ومن ثم تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار في العام 2013 ربما يكون هذا الامتحان الأصعب الذي تمر به.