أخبار الآن | درعا – سوريا – (عبد الحي الأحمد)
يبتكر السوريون وسائل ترفيهية بغية التخفيف من آثار الحرب على الأطفال الذين تركوا مقاعد الدراسة مجبرين، لينتهي بهم المطاف مع عائلاتهم في خيم أقيمت في عدد من البلدات السورية المحاذية للحدود التركية أو الأردنية، هرباً من براميل الموت التي تحصد المدنيين بالعشرات يومياً.
"حافلة الزيتون" أحد المشاريع البسيطة، التي لاقت رواجاً بين الأطفال وذويهم بالجنوب السوري، وهو عبارة عن حافلة مزينة بالرسوم الكرتونية والألوان، يمر يومياً بين القرى والمخيمات التي أنشأت في البلدات المحررة، في محاولة من القائمين على المشروع للوصول إلى أكبر عدد ممكن من الأطفال، ليؤمن قدر المستطاع الترفيه لهم، إضافة للدعم النفسي للأطفال الذين يقطنون داخل مخيمات النزوح.
وقال "معن عبود" عضو "تجمع غصن الزيتون": "إن الهدف الرئيسي لهذه الحافلة هو تقديم الدعم النفسي للأطفال في ظل الحرب الدائرة، والمعارك المستمرة، حيث تقوم هذه الحافلة بالتنقل بين مخيمات النزوح والقرى المنكوبة التي تعرضت فيها المدارس للدمار، وذلك بهدف ترغيب الأطفال بالتعليم عن طريق جذبهم ترفيهيا برحلات قصيرة يتخللها دروس تعليمية بسيطة".
وأضاف العبود، في حديث خاص لـ"أخبار الآن": "إن عملية تجهيز الحافلة والتحضير لها استغرق ثلاثة أشهر من العمل حتى تم تجهيزها بالمراسم واللوحات, بالإضافة إلى مجموعة من ألعاب الذكاء، والمجسمات التعليمية، وشاشة إسقاط لعرض الأفلام الهادفة".
وعن الهدف المستقبلي، أردف العبود: "بعد أن لاقت فكرة الحافلة كروضة متنقلة رواجاً واسعاً نأمل أن يرتفع عدد الحافلات إلى عشرة حافلات، وذلك حتى يتم تغطية أكبر مساحة ممكنة بالجنوب السوري".
ونزح الآلاف من السوريين من مدن وبلدات أرياف درعا المحررة نحو مخيمات شيدت بعيداً عن خطوط التماس بين الثوار وقوات النظام، وعن الأماكن التي اعتاد طيران النظام على قصفها بالصواريخ أو بالبراميل المتفجرة.
يقول "العبود: "إن الرحلات التي تسيرها حافلة الزيتون تتم بشكل منتقى، حيث تبتعد قدر الإمكان عن خطوط التماس مع جيش النظام، وعن الأماكن التي تتعرض للقصف المكثف، فالموضوع الأمني هو أكثر المواضيع الذي يؤرق القائمين على هذا المشروع".
يذكر أن "تجمع غصن الزيتون" أسسه ثلاثة ناشطين في محافظة درعا قبل عامين، ويرعى التجمع الآن عدة مشاريع تنموية وإغاثية إضافة لتأسيس عدة مراكز تعليمية مجانية هدفها الأول نشر الفكر التنموي بالمناطق المحررة بعيداً عن الحرب الطاحنة وانعكاساتها الخطيرة على النفس البشرية.