أخبار الآن | سوريا – ريف دمشق (أحمد الدمشقي)
ضجت مواقع التواصل الاجتماعي التابعة لمؤيدي النظام بالأخبار التي تتحدث عن مشاركة "سهيل الحسن" الملقب بـ"النمر" بالمعارك التي تدور حالياً على أطراف الغوطة، وجرت العادة بأن يتم الحديث من قبل إعلام المؤيدين عن مشاركته في المعارك التي تعجز قوات الأسد عن حسمها.
وما إن بث الخبر، حتى سارع الناشطون وعناصر الجيش الحر إلى الاستهزاء بهذا الصنم الذي صنعه مؤيدو النظام، كما يصفه كثيرون، والحديث عن إخفاقاته المتكررة في كل المعارك التي شارك فيها لا سيما جبهات حلب التي استعاد الثوار معظمها، وحقل الشاعر الذي لايزال محور الاشتباكات منذ حوالي ثلاثة أشهر على الرغم من اعلان تحريره على يد "النمر" بالذات ولأكثر من مرة، وفقاً لنشطاء الثورة، ومعارك ريف حماة التي تكبد فيها النظام خسائر فادحة بالأرواح والعتاد، ومعارك درعا الأخيرة.
ويعرف عن سهيل الحسن تعصبه الشديد لطائفته التي تتألف منها قوته الخاصة التي يقودها والتي تضم عدداً من كبار الشبيحة من القرى العلوية في ريف حماة وريف اللاذقية، ممن تمرسوا على أعمال القتل والذبح، ولا يكاد "النمر" يسجل أية إنجازات عملية على الأرض سوى اختراق بعض نقاط الثوار ولفترات محدودة تحت غطاء ناري كثيف جداً يحرق الِأخضر واليابس، فيما تحدث كثيرون عن جبنه واختبائه في الصفوف الخلفية للجبهات أثناء عمليات الاقتحام والقصف.
لكن هل يستطيع "النمر" تحقيق اختراق على جبهات الغوطة الصامدة على مدار أكثر من عامين والتي تصدت لمئات محاولات الاقتحام، وهل يستطيع التسلل من خلال الأنفاق التي تحفرها قوات الأسد حول جوبر ليلاً نهاراً لإحداث ثغرة واحدة في دفاعات الثوار؟! يقول العديد من الناشطين والمراقبين أن للغوطة وضعًا خاصًا يختلف عن كل مناطق سوريا، ففي الغوطة يمتلك الثوار منظومة أوسا المضادة للطيران والتي تستطيع ببساطة إسقاط طائرات الهيلوكبتر التي يتم من خلالها رمي البراميل المتفجرة، والتي تعتبر السلاح الأساسي في عمليات سهيل الحسن الذي يلجأ إلى إمطار المناطق المعارضة بمئات من البراميل المتفجرة قبيل محاولة الدخول إليها.
ويشير الناشطون إلى أن جبهات الغوطة على تماس مباشر مع قوات الأسد، ولا يفصل بين الطرفين سوى حائط واحد في معظم الأحيان على عكس بعض المناطق التي تفصل بين الجبهات فيها كيلومترات عديدة، ويعتبر أخرون أن سياسة الأرض المحروقة التي يتبعها "النمر" لن تجدي نفعاً في الغوطة التي قاومت هذه السياسة لما يزيد على العامين تم خلال هذه الفترة تجربة مختلف أنواع الأسلحة بما فيها الكيماوي دون تحقيق أي تقدم يذكر، فللغوطة باع طويلة في إحباط محاولات الاقتحام المتكررة، كيف لا وليس هناك في كل الغوطة مخرج واحد للثوار في حال نجح النظام باقتحام منطقة واحدة؟ من هنا نستطيع القول بأن معركة الثوار في الغوطة معركة حياة أو موت حقيقية، وفقاً للنشطاء.
وكانت قوات الأسد صعدت من هجماتها على الغوطة بشكل عنيف جداً مستخدمةً مختلف أنواع الأسلحة الصاروخية والمدفعية والطيران الحربي، وتجلى هذا التصعيد في المعارك التي دارت في الأيام الأخيرة على أطراف حي جوبر الدمشقي الذي يقع غرب الغوطة وشمال شرق العاصمة، والذي شهد معارك عنيفة جداً سمعت أصوات الاشتباكات فيها في كل أنحاء العاصمة دمشق، ونجحت قوات الأسد خلالها بتحقيق تقدم طفيف على جبهة طيبة، لكن سرعان ما عاد الثوار لاستعادة كل هذه النقاط ونقاط أخرى قريبة منها للنظام وقتل عى أثر هذه المعركة عدد كبير من شبيحة الأسد تجاوز 16 قتيلا.
وربما هذا العجز عن تحقيق أي تقدم يذكر هو ما دفع قنوات النظام لبث الإشاعات حول قدوم من يسمونه "النمر" للمشاركة في عملية جوبر بعد الصمود الأسطوري لمقاتلي الحر في جوبر والغوطة الشرقية، لكن بعد كل هذه الدعاية والتهليل التي اعتاده السوريون لا "النمر" ظهر ولا قوات الأسد استطاعت تحقيق تقدم يذكر على أي من جبهات الغوطة بعد أسبوع دامي سجل فيه سقوط حوالي الألف شهيد في مختلف أرجاء الغوطة.