أخبار الآن | تقرير عسكري – راني جابر

(سهم الإسلام) ليست تلك هي المرة الأولى التي يُسمع فيها بهذا الاسم لصاروخ مصنع محلياً خلال الحرب الدائرة في سوريا منذ أربع سنوات، ونشر "جيش الإسلام" بتاريخ 392013 فيديو يوضح استخدامه الأول لصواريخ سهم الإسلام 3  ضد مطار الضمير.

حيث أطلق هذا الصاروخ من منصة إطلاق مركبة على شاحنة عسكرية وبدا أنه يطلق كهربائياً مثل معظم الصواريخ المحلية، فإضافة لحجم الصاروخ الكبير مقارنة بباقي الصواريخ المحلية، يلاحظ في هذه الصواريخ أنها أسرع مقارنة بالصواريخ الأخرى محلية الصنع.

ومع بداية الحملة الصاروخية لجيش الإسلام على مراكز النظام في العاصمة دمشق، ظهر نوع جديد من الصواريخ المصنعة محلياً للجيش الحر، والذي أعلن عنه الناطق الرسمي للجبهة الإسلامية، وذكر عدة مميزات لهذا الصاروخ.

 سهم الإسلام 4

هي نسخة أكبر حجماً من الصاروخ السابق، فقد حافظ المصممون على ما يبدو على النسب بين طول الصاروخ وعياره، وحجم الجنيحات ما يشير إلى وجود قدرات هندسية من نوع ما وراء هذا التصميم.

فزيادة الحجم تدريجياً مع المحافظة على التصميم الأساسي فكرة متبعة جداً في مجال صناعة الصواريخ، وهي تمثل مرحلة ضمن المسار الطبيعي لتطور الصواريخ.

يعتقد أن هذا الصاروخ حافظ على المميزات العامة للصواريخ المحلية المصنعة في سوريا، فهي تعتمد على حشوة دافعة محلية الصنع للمحرك الصاروخي والرأس الحربي، وتصميماً بسيطاً مكوناً من ثلثي طول الصاروخ للحشوة الدافعة وثلث للرأس الحربي، وظهرت الكثير من الصواريخ برؤوس حربية أكبر من قطر محرك الصاروخ لكن هذا الصاروخ حافظ على عيار متساوي للرأس الحربي والمحرك الصاروخي كما يظهر في الصورة المنشورة له.

الصورة التي نشرت عن هذه الصواريخ (تحتوي الصورة أربع صواريخ type 63 وهو أصغرها ثم غراد ثم سهم الاسلام 3 و 4)  وتُظهر  مجموعة من مواصفاتها حيث يبلغ طوله أربعة أمتار تقريباً، وقطر الصاروخ ضعفي عيار الغراد أي أن عيار الصاروخ حوالي 250 – 240 ملم، ويمتلك أربعة جنيحات استقرار صغيرة ثابتة في نهاية جسم الصاروخ تشكل ذيل الصاروخ.

إضافة الى مخرج غازات وحيد مخروطي الشكل، ما يعني أنه مستقر بالجنيحات فقط وليس بالدوران كصواريخ غراد أو type 63 التي استخدمها جيش الاسلام مؤخراً ضد المراكز الأمنية للنظام في العاصمة دمشق وتجمعات الشبيحة، ويُرمي بنفس الأسلوب المتبع لتسديد الصواريخ غير الموجهة أو المدفعية الصاروخية التي لا تحتوي منظومات توجيه.

بناء على إعلان المتحدث أن الرأس للصاروخ الحربي يعادل عشرة مرات الرأس الحربي لصاروخ type 63، الذي قصفت به مقرات النظام في دمشق مؤخرا، فإن وزن الرأس الحربي لهذا الصاروخ سيبلغ بحدود 60 – 50 كغ على أقل تقدير والمادة الفعالة هي TNT مصنوع محلياً.

(وزن الرأس الحربي لصاروخ type 63 حوالي 7 كغ ويبلغ مداه الأقصى 8 كم، وطوله 85 سم، وعياره 107 ملم).

بوزنه البالغ على الأقل 50 كغ هذا الرأس الحربي الكبير سيحمل إضافة للأثر التدميري المتوقع، أثراً نفسياً كبيراً ناتجاً عن الانفجار الضخم المرافق لسقوط الصاروخ، وخصوصاً بسبب عجز النظام عن إيقاف هذه الصواريخ واسكات مصادرها.

 وإذا استمرت هذه الحملة الصاروخية لفترة كافية فإنها سوف تعطي أثراً كبيراً جداً على المستوى المعنوي على العناصر الموالية للأسد، لأن مناطقهم لن تعود آمنة من القصف وبالأخص أن مفعوله سيكون أكبر من صواريخ الغراد أو أي صاروخ أخر محلي الصنع موجود في الخدمة، فرأسه الحربي يعادل من ناحية الوزن رأس الغراد بعدة مرات.

أضافة للصاروخ عرض في فيديوهات أخرى منصة الإطلاق المركبة على شاحنة عسكرية، تحمل ثلاثة صواريخ جاهزة للإطلاق وصاروخين إضافيين جاهزين للتعمير على المنصة من نوع سهم الإسلام3.

يمكن إلى حد ما مقارنة صاروخ سهم الإسلام 4 بصواريخ راجمة فجر 3 الإيرانية من عدة جوانب (مع وجود عدة فروق جوهرية).

يتقاربان في العيار ويبلغ مدى صاروخ فجر 3 بحدود 35 كم، في حين أُعلن أن مدى هذه الصواريخ هو أربعين كيلومترا، وهو عامل أضافي يحتسب لهذا الصاروخ يمكن استخدامه في مناطق أخرى غير العاصمة دمشق لضرب المطارات المحمية طبيعياً بالبوادي المنتشرة حولها أو عمق مناطق النظام في الساحل وريف حمص.

  وقد يستفاد من العزم الكبير لمحركه الصاروخي لإنتاج صواريخ مشابهة لصواريخ  الفيل ذات الحمولة الكبيرة والمدى القصير المستخدمة بكثرة من قبل النظام.

إضافة للمدى والقدرة التدميرية عامل التكلفة مهم أيضاً، فتصنيع هذا الصاروخ محلياً من مواد أولية يخفض بشكل كبير التكلفة الكلية للصاروخ فالحاجة لعدد كبير من الصواريخ لمتابعة حرب الاستنزاف القائمة على حملات إطلاق الصواريخ يكلف مبالغ ضخمة يمثل تصنيع هذه الصواريخ عاملاً مهماً لتخفيض هذه التكلفة .

 لا يمتلك نظام الأسد أي وسيلة دفاعية حقيقية ضد هذه الصواريخ وحتى ضد الأنواع الأخرى، كما يعاني من ضعف قدرته على تحديد مواقع الاطلاق واستهدافها سواء بالمدفعية أو الطيران وهذا عائد إلى تخلف جيشه وسلاح الجو عنده، وعدم تواجد رادارات مقذوفات لديه، فيلجأ للقصف الكثيف ضد المناطق المدنية بهدف إيقاف هذه الهجمات الصاروخية، هذا الأمر بحد ذاته سوف يضطر للتوقف عنه بعد فترة بسبب الاستنزاف الهائل للموارد لديه وعدم تأثيره  في البنية التي تطلق الصواريخ بشكل مباشر .

 لذلك السبب الحملات الصاروخية ضد مناطقه ومراكزه سوف يكون لها تأثير كبير جداً على قواته من كل النواحي، وبالأخص زوال الاحساس بالأمان النسبي والحياة الطبيعية في المناطق التي يستوطنها شبيحة النظام، وقد يصل في نهاية الآمر لطرده من دمشق إذا استمرت هذه الحملات بزخم مناسب لمدة كافية.