أخبار الآن | الريحانية – سوريا – (علي أبو المجد)
 
في ظل الأزضاع المأساوية التي يعيشها السوريون في دول اللجوء في الأردن وتركيا ولبنان تبرز بين الفينة والأخرى مبادرات تعين هؤلاء اللاجئين لمساندتهم واعانتهم في مواجهة ظروف الحياة الصعبة التي يعيشونها , في مدينة الريحانية التركية أنشأ رجل يدعى حسن أبو الطيب نزلا قبل سنتين يستضيف به الشباب السوري الذي انقطعت به السبل ولم يجد مكانا للمبيت.. المزيد في تقرير  علي أبو المجد

بالقرب من دوار الشجرة في مدينة الريحانية التركية ، يتواصل  أبو الطيب مع أربعة شباب سوريين  ليتلقي بهم، ويصحبهم بعد ذلك الى النزل الذي افتتحه قبل سنتين كمساعدة للسوريين، ممن تقطعت بهم السبل و ليس  لديهم مكان للمبيت كما يقول "حسن أبو الطيب " المسؤول عن المكان.

"نحن في منطقة حدوية وعادة ما تكون المناطق الحدوية مكتظة بالسوريين بسبب الحرب في الداخل ، أوجدنا هذا المكان لمساعدة الناس المقطوعة والتي دخلت الريحانية فجأة و ليس لها القدرة على النزول في الفنادق، اشتركت مع أكثر من شاب على هذا الأمر، وهناك شباب مقيمين بشكل دائم في هذا المكان وهم من يتكفلون بدفع جزء من أجار المكان أما باقي الناس فينامون مجانا".

فهذا المكان البسيط الذي يشبه المهاجع العسكرية أو حتى السجون ، يطلق عليه النزلاء فندقاً و ربما يرونه كذلك مقارنة بوضعهم البائس ، فلكل واحد من بين هؤلاء قصة  تختلف عن الأخرى  و تتفق في شيء هو أن الجاني واحد و كما   فرقهم دخان الحرب ونارها ، فقد جمعهم هذا المكان.

يقول أبو يحيى وهو أحد النزلاء الجدد: "أنا من الجولان السوري و كنت في الأردن وقد تم اخراجي منها لأنني كنت اعمل ولا يحق العمل للسوري بدون رخصة عمل ، دخلنا درعا وبعد ذلك قصدنا طرق التهريب وبعد واحد وعشرين يوم من المعاناة في البرد  والشتاء وصلنا تركيا ، كان عددنا ثمان و أربعين فرداً من بيننا نساء و أطفال".

من جهته يقول أحمد المصطفى وهو أحد النزلاء المقيمين: "أنا من منطقة خناصر بريف حلب الجنوبي وتلك منطقة اشتباكات، قصدت هذا المكان و أدفع شهرياً خمسين ليرة تركية (عشرين دولاراً) بينما لو أنني قصدت مكان آخراً لربما أدفع مئة وخمسين ليرة تركية او مئتين ، أهلي في لبنان وغير قادر الى الوصول اليهم ولازلت أبحث عن عمل".

ورغم بعدهم عن عوائلهم ، فلا زال التواصل ممكناً ، كما لم تغب عنهم أخبار بلدهم ، البلد الذي لم يتفق الفرقاء الدوليين على صيغة محددة بشأنه او ان الطبخة  لم  تجهز بعد كما يقول هؤلاء.

قد يكون هذا المكان بسيطاً ومتواضعاً وقد لا يرقى لأن يطلق عليه فندق ولكنه يؤمن المبيت للكثير من السوريين الوافدين الى مدينة الريحانية كما يعتبر بالنسبة اليهم مكان لاستراحة مسافر ونقطة انطلاق من وإلى الأراضي السورية والتركية.