أخبار الآن | الرقة – سوريا (نور الرفيع)
بعد أن سيطر داعش على حوالي 50 في المائة من حقول النفط السورية ومصافيها، بدأ بإنتاج ٥٠ ألف برميل من حقول المنطقة الشرقية في سوريا "الرقة، ودير الزور، والبو كمال"، ومن أهم حقولها (التنك والعمر) والتي كان يصل إنتاجها سابقا إلى ٤٠٠ ألف برميل يومياً.
بعد أن بدأت غارات التحالف على داعش في الرقة منذ أشهر، انخفض إنتاج داعش للبترول من ٥٠ ألف برميل إلى حوالي ٢٠ ألف برميل يومياً، بعد أن قصف طيران التحالف عدداً من آبار النفط وامتناع الكثير من أبناء المنطقة عن العمل في هذه الحقول والآبار.
ويحاول التنظيم تعويض خسارته إجبار الناس على شراء المحروقات من محطات الوقود التابعة له، حيث أصدر قراراً بمنع بيع البنزين، والمازوت، والكاز في المحال تحت طائلة تشميع المحل ومعاقبة صاحبه.
يروي "أبو عبدو" أحد تجار المحروقات في الرقة لـ"أخبار الآن": "كنت أجني بعضاً من المال جراء بيع المحروقات، والغاز، والبنزين، والمازوت، أما اليوم فقد تضاءل مردودي المادي إلى أقل من النصف بعد أن أصدر تنظيم داعش فرماناً بعدم بيع المحروقات -ماعدا الغاز- إلا في المحطات، والتي هي تحت سيطرته، ويعود مردودها لهم"، مشيراً إلى أن حجتهم في ذلك هو الخوف على المدنيين من الانفجارات جراء القصف طيران النظام العشوائي على الأحياء السكنية، مضيفاً: "نحن نعلم أن التنظيم لا يقوم حتى بمحاولة حماية المدنيين، وغير آبه لمصيرهم، فعندما يحوم طيران النظام فوقنا لا تتصدى مضادات التنظيم العناصر للطائرة ، ولا يسعفون المدنيين، فعن أي مدنيين يتحدثون؟".
ووفقا لبحث أجرته مجلة ألمانية فإن برميل النفط يباع في سوريا بـ ١٨ دولار فقط، مما يعني أن داعش تربح حاليا ٣٦٠ ألف دولار بشكل يومي، وعلى الرغم من ذلك فالمدينة تعيش بظلام تام نتيجة انقطاع التيار الكهربائي الذي يصل إلى ٢١ ساعة يوميا -ساعة نهارا وساعتان ليلاً- علما أن مخزون الكهرباء في سد الفرات بالرقة يكفي ليغطي إنارة سوريا بأكملها.
انقطاع التيار الكهربائي اضطر أهالي الرقة لشراء الكهرباء "أمبيرات" من المولدات التابعة لداعش، مما يدخل أيضاً بمردود داعش اليومي كوسيلة لجمع المزيد من الأموال من المدنيين، وبذلك تصبح الكهرباء بالرقة فقط لمن لديه القدرة على شرائها، فسعر الامبير الواحد ٤٠٠ ليرة سورية، والبيت يحتاج لأربعة امبيرات اسبوعيا، اي ١٦٠٠ ليرة سورية ما يعادل ٧٠٠٠ ليرة بالشهر تضاف لهموم الناس والتزاماتهم المادية".
إضافة للأزمة الاقتصادية التي تعيشها الرقة، تشهد الوقود والمواد الغذائية والخبز ارتفاعاً حاداً في الأسعار.
يروي أبو محمد لـ"أخبار الآن": "بعد أن نهب داعش بلدنا بالكامل، وسرق ما يحلو له من محروقات وكهرباء وبيوت وأراضي، لم يشبع من كل هذا بل وفوق ذلك أخذ برفع الاسعار وقطع عنا الكهرباء كي نشتريها بثمن غال جدا مقارنةً برواتبنا ومردونا المادي، لا تنفك داعش بإزعاجنا ومضايقتنا بشكل مستمر وبشتى الوسائل".
ويجني تنظيم داعش ثروات طائلة بشكل يومي سواء من الأراضي التي صادرها أو باستغلال المواطنين أو بالضرائب التي يفرضها على المدنيين، لدعم عناصره والمهاجرين في صفوفه، ورشوة العديدين لينضموا لهذا التنظيم، وشراء الأسلحة الثقيلة كي يبقى بمظهر أقوى تنظيم إرهابي في العالم.