أخبار الآن | بيروت – لبنان ( خالد سميسم )
بدأ الجيش اللبناني وبشكل واضح الطلب من المخيمات السورية "الحدودية" بالرحيل أو الهدم دون أي أعتراض من أحد، من أي جهة لبنانية موالية للثورة السورية أو أعتراض من مفوضية اللاجئين والسبب الرئيس من طلب الجيش "أمني" كما يتردد ومن جهات حكومية.
في مخيمات سهل البقاع القريبة من مجدل عنجر ومن جهة البقاع الغربي أزال الجيش اللبناني نحو 280 خيمة لنازحين سوريين من ضمنها خيم لعمال سوريين يعملون في الزراعة الموسمية، و كذلك أقدم الجيش مؤخرا على ترحيل إجباريا كل المخيمات القريبة من الحدود في وادي عنجر، حيث وصل عدد الخيام في هذا المكان إلى أكثر من 120 خيمة.
يقول أبو عمر في اتصال مع أخبار الآن: "لقد طلب منا الجيش الرحيل أو الهدم والبهدلة، و قد أختار الجيش أسوء الظروف الجوية للرحيل في هذا البرد و أنتم تعرفون ماذا يعني هذا بالنسبة لأي عائلة سورية تسكن في خيمة".
أبو عمر الذي لجأ مع عائلته من مدينة القصير السورية إلى لبنان، طلب مع غيره تدخل الجهات والمنظمات الانسانية، مستغربا صمتها، خصوصا بعد وصف بعضهم للحالة أنها "أسوء حالات حياتهم و حياة أطفالهم".
و يتردد بين اللاجئين السوريين أن قرار إزالة المخيمات جاء من الحكومة اللبنانية حيث لم يتسنى لنا التأكد من ذلك، وقيل أيضا أن الحكومة قررت و لأسباب لها علاقة بالأمن القومي اللبناني إبعاد المخيمات نحو 6 كيلومترا من الحدود السورية اللبنانية.
يذكر أنه و بعد معارك عرسال و التهديد الصريح من "داعش" لجهة دخول لبنان وما تردد في ذلك، عمل الجيش اللبناني و لدواعي أمنية كما قال بنقل مخيم الفاعور وهو مخيم "صالح" من مكانه القريب من الحاجز العسكري إلى مكان آخر، و كذلك عمل الجيش منذ أيام فقط و بسبب حاجز جديد أقامه في سهل مجدل عنجر قرب معمل السكر على الطلب من المخيم القريب منه بالرحيل فورا تحت طائلة الهدم الفوري.
حكومة نجيب ميقاتي السابقة تعاملت مع المخيمات السورية في لبنان بحذر، و مع ذلك لم توافق على مقترحات مفوضية اللاجئين لانشاء مخيمات "نظامية" للسوريين في المنطقة، تخوفا كما تردد آنذاك من أقطاب الحكومة بأن تتحول إلى شيء يشبة المربعات الأمنية على الطريقة الفلسطينية.
أما حكومة تمام سلام الحالية عملت على محاصرة المخيمات واقتحامها وتفتيشها عن طريق الجيش والمخابرات، وأعتقال عدد من الشباب كل فترة وعلى كامل التراب اللبناني، وكذلك عملت القوى الأمنية على "ترقيم" المخيمات واحصاء العائلات التي في داخلها، و كذلك طلبت بعض البلديات من أي عائلة تريد أن تقيم خيمة واحدة فقط ابلاغ السلطات المحلية.
مخيمات الحدود اللبنانية تشكلت صدفة و دون تخطيط بعد مهاجمة حزب الله و قوات الأسد لقرى و بلدات حدودية على مدى السنوات السابقة من الثورة السورية.
التضييق على المخيمات السورية اليوم يراه البعض ضغط من قبل الحكومة اللبنانية على السوريين للرحيل والقبول بحكم بشار الأسد، و يراه البعض أيضا نوع من الأستعداد الأمني اللبناني لمواجهة تهديدات داعش بدخول لبنان، طالما تردد أن الفصائل في القلمون أغلبها قد بايع التنظيم، فيما رأه البعض أيضا نوع من الضغط على المجتمع الدولي للحصول على "مساعدات" مالية للحكومة من أجل تحمل ما تصفه بأعباء اللاجئين.