أخبار الآن | الرقة – سوريا – (موقع "الخليج أونلاين")
قالت مصادر مقربة من تنظيم داعش إن هناك حالة من التململ في صفوف بعض قادة التنظيم ومقاتليه، في كل من العراق وسوريا، بعد الطريقة التي تم بها إعدام الطيار الأردني معاذ الكساسبة، حرقاً وهو حي، في طريقة سينمائية.
وأضافت المصادر في تصريحات لـموقع "الخليج أونلاين" أنه بعد نشر شريط إعدام الطيار الأردني، حرقاً حتى الموت، إضافة إلى عمليات الذبح التي نشرت مقاطعها على شبكات التواصل الاجتماعي، حصلت ردة فعل تجاه قيادات التنظيم، لا سيما أن البعض منهم جاء لفكرة تختلف عمّا يجري، خصوصاً أن هناك بعض قيادات التنظيم معلوماتها الشرعية قليلة، وهو ما يجعل المنضمين إليهم العالمين بأمور الدين ينسحبون من التنظيم، وهو ما حصل في الأشهر الأولى من إعلان إنشاء داعش في العراق والشام، وزادت وتيرة الأمور بعد عملية الإعدام.
وذكرت المصادر ذاتها أنها علمت، بطريقة غير مباشرة، أن عدد المنضمين إلى التنظيم شهد تراجعاً فور الإعلان عن شريط إعدام الطيار معاذ الكساسبة، لا سيما أن عدد المقاتلين الجدد في التنظيم كان يزداد يومياً بشكل لافت، مشيراً إلى أن التنظيم قام بالفعل نفسه (حرق أحياء) بحق ثلاثة مواطنين صينيين، الخميس، كانوا قد انضموا إلى صفوف مقاتليه في سوريا والعراق؛ بسبب محاولتهم الفرار من المعسكر.
وكانت صحيفة" غلوبال تايمز" قد ذكرت في عددها الجديد أن قرابة 300 صيني شاركوا في القتال في صفوف تنظيم داعش بعد سفرهم إلى تركيا في ديسمبر/كانون الأول الماضي، مشيرة إلى أن التنظيم اعتقل صينياً "وحاكمه وقتله بالرصاص" في سوريا أواخر سبتمبر/أيلول الماضي، بعد أن تراجع عن فكرة "الجهاد"، وحاول العودة إلى تركيا لاستئناف دراسته الجامعية.
يذكر بهذا الصدد أن مصدراً في تنظيم داعش كشف لـ"الخليج أونلاين" أن هناك شيئاً أشبه بـ"غضب صامت" بين مقاتلين في "التنظيم"، عقب بث مشاهد إحراق الطيار الأردني معاذ الكساسبة، مشيراً إلى أن عدداً من مقاتلي "التنظيم" ومن مختلف الجنسيات، اعتبروا في أحاديث جانبية، أن طريقة الإعدام لم تكن مناسبة، وأنه ما كان ينبغي إعدامه بالحرق، حيث دارت نقاشات بين عدد من المقاتلين على إثر بث المشاهد، عَبَّر خلالها بعضهم عن استيائه من هذه الطريقة، لا سيما أن الجدل دار حول شرعية الفعل.
وتابع المصدر: "البعض كان يسأل بداية إن كان حرق الأسير جائزاً أم لا، ثم تطور النقاش بعد ذلك، وصار بعض الأطراف يعتبر أن ما جرى من إعدام للكساسبة بهذا الشكل غير جائز شرعاً"، مشيراً إلى أن الخوف لدى مقاتلين بالتنظيم يمنعهم من الجهر بمثل هذه الأفكار، فبالإضافة إلى أن الكثير منهم يخشى من انتقام التنظيم منه، فإن هناك آخرين يعتبرون أن "في رقبتهم بيعة للخليفة أبو بكر البغدادي على السمع والطاعة، وبالتالي فإنه لا يجوز لهم الاعتراض".