أخبار الآن | سوريا – الرقة (ورد العلي)
مضى أكثر من عام على اختطاف واعتقال العديد من أبناء الثورة السورية من قبل تنظيم "داعش"، وما من جهة رسمية حاولت التضامن معهم، والمطالبة بهم من خلال صفقات تبادل أو أضعف الإيمان المطالبة بمعرفة مصيرهم المجهول فقط أسوة بالمعتقلين الأجانب في زنازين التنظيم، مقابل ذلك نرى جميع وسائل الإعلام العربية والعالمية، تتسارع لنقل آخر مستجدات مصير الطيار الأردني معاذ الكساسبة.
صفقات الطيار الأردني والصحفيين الأجانب ليست الأولى، حيث سبقتها عدة صفقات لمخطوفين أجانب لدى داعش. مما دفع عائلات المخطوفين السوريين وأصدقائهم وأحبابهم لإطلاق حملة إلكترونية للمطالبة والتذكير بهم، تحت شعار على وسائل التواصل الإجتماعي: (#نريد_الكشف_عن_مصير_مخطوفينا).
(ح- ك) وهو الاسم المستعار لابنة أحد المخطوفين لدى تنظيم "داعش" تتحدث لأخبار الآن، فتقول: "من المؤلم أن نشعر بأن المواطن السوري بات رخيصا لهذه الدرجة ليس فقط من قبل النظام و"داعش"، وإنما من قبل الجميع حتى الجهات المحسوبة على المعارضة السورية المتمثلة بالائتلاف المعارض والحكومة المؤقتة الذين لم يتبنوا ملف المغيبين والمخطوفين لدى داعش، ولم يحركوا ساكنا حتى اللحظة، على الرغم من أنهم أبناء الثورة التي فضلوها على أنفسهم وعائلاتهم فلم يجدوا صوتا ينادي للمطالبة بهم بعد تغييبهم في سجون الظلاميين ".
أما (ب- ا) وهو أخ لأحد المغيبين في سجون داعش أيضا يطلق ذات الصرخة، قائلا: "بت أتمنى لو كان لأخي أصول غربية عل والدتي تراه اليوم أو ليكون لديها أمل برؤيته مجددا، فنحن نرى صفقات التبادل تتم من أجل الأجانب دونا عن أبناء الشعب السوري، حيث إن دولهم لا توفر أدنى جهد للمطالبة بهم واسترجاعهم، حتى أن الأردن اليوم وبعد الصفقة التي عرضتها داعش للتبادل معهم، أصروا على أخذ ضمانات تؤكد لهم سلامة مواطنهم معاذ الكساسبة قبل إتمامها. فأين مخطوفينا مما يجري اليوم أم أن جنسيتنا باتت لعنة علينا ؟ ".
بدورها، تقول (ف- ج) وهي زوجة ناشط سياسي معتقل لدى داعش تقول: "بعد أن يئسنا من مواقف الدول الغربية والعربية وحتى المواقف التي كنا ننتظرها من جهات المعارضة السورية نفسها أن تبادر بها، بتنا نتأمل أن يوافق" داعش "على أخذ مبلغ مالي مقابل إطلاق سراح زوجي ومن معه، وأنا عن نفسي وفي حال طلب داعش مني فدية مالية مستعدة أن أجمعها قرشا قرشا حتى لو اضطرني الأمر أن أجوب الشوارع وأشحد من المارة لجمع المبلغ المطلوب، فعودة زوجي لي ولأطفالي لا يعادلها أي شيء، فنحن أموات بدونه وما من أحد يشعر بحجم قهرنا وعجزنا ومأساتنا".
هذا هو حال ذوي المغيبين قسرا والمخطوفين في سجون التنظيم الظلامي، ليس لهم إلا أن يطلقوا حملات إلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي، مناشدين العالم، وجهات المعارضة والمنظمات الدولية والإنسانية التحرك، والسعي للمطالبة بأبنائهم، والوقوف معهم، ليكونوا عونا لهم لحين الكشف عن مصيرهم أو الإفراج عنهم، لذا تراهم يوجهون نداءاتهم لكل من يستطيع إنهاء مأساتهم آملين خروجهم بصفقات مماثلة لتلك التي يعقدها التنظيم المتطرف مع رعايا الدول الأجنبية وحتى العربية.